للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الإيداع في البنوك الربوية]

المجيب نزار بن صالح الشعيبي

القاضي بمحكمة الشقيق

المعاملات/ الربا والقرض/أحكام البنوك والتعامل معها

التاريخ ٢٦/٦/١٤٢٤هـ

السؤال

فتحت حساب توفير في أحد البنوك هنا؛ وذلك لأضع فيه مبلغاً قليلاً لادخاره، وذلك كل شهر، ولكن البنك يلزمني بفائدة سنوية تعادل ٣% عن المبلغ الموجود في الحساب كل سنة بغير طلب مني، فهل يكفي أن أتخلص من الزيادة حال ورودها في الحساب، وذلك أني محتاج لهذا الحساب لأضع فيه قيمة إيجار المنزل؟ أفيدونا بارك الله فيكم.

الجواب

الحمد لله وحده وبعد: فإن وضع الأموال في البنوك التي تتعامل بالربا على قسمين:

القسم الأول: أن يضعها على أنها وديعة محضة تبقى لصاحبها بأعيانها لا يتصرف فيها البنك ولا تدخل هذه الأموال في أنشطته الاستثمارية، كوضع المال في الصناديق الحديدية فهذا جائز، ولو كان بأجرة متفق عليها، لعدم وجود عنصر المشاركة والإعانة.

القسم الثاني: أن يفتح حساباً جارياً، وهذا يعني أن يقوم بإقراض البنك هذا المال الذي يودعه، لأن التكييف الشرعي لإيداع المال في الحساب الجاري هو القرض، ويلتزم البنك برد بدله لا عين المال، فهذا حرام لا يجوز إذا كانت معظم معاملات البنك واستثماراته ربوية، لأنك تقرض البنك ليعود باستخدامه بالربا، وهو لا يقل إثماً عن إقراضك شخصاً ليقوم بشراء خمر ونحوه.

أما إذا كانت تصرفات البنك مختلفة بعضها حلال وبعضها حرام، وكان الحرام فيها أقل من الحلال فوضع الأموال فيه غير محرم، خصوصاً مع وجود الحاجة، لكن اجتنابه أولى وأورع.

فإذا احتاج الشخص إلى إيداع ماله في هذه البنوك جاز بشرط أن لا يأخذ الفائدة لنفسه بل يصرفها في وجوه الخير والبر، كبناء الطرق أو إعطاء الفقراء ونحو ذلك، مع التنبيه على أنه إذا وجد بنك إسلامي يمكن أن يودع فيه ماله ويحفظه له فلا يجوز له أن يودع ماله في بنك ربوي مطلقاً، والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>