ما حكم من استدل على قصة الخضر في قتل الغلام بأن هذا من الإلهام، ويجوز أن يكون في أي عصر؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقصة الخضر مع موسى -عليه السلام- جاءت في القرآن، وجاءت أيضاً مفصلة أكثر في السنة، كما عند البخاري ومسلم وغيرهما، وسبب لقاء موسى بالخضر -كما جاء في الصحيحين- أن موسى -عليه السلام- قام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم. قال: فعتب الله عليه؛ إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك، فسأل موسى ربه: كيف له به، فدله عليه.
وفي الحديث أيضاً أن الخضر قال لموسى لما التقيا:"إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه".
أي كل منهما عنده من العلم ما ليس عند الآخر وكله من علم الله، وقال الخضر في نفس الحديث لما وقع عصفور على حرف السفينة ونقر في البحر، قال:"ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر" صحيح البخاري (٣٤٠١) ، وصحيح مسلم (٢٣٨٠) .
وفي تفسير قصة الخضر -كما جاءت مفصلة في الصحيحين- أن الخضر كان على علم علمه الله إياه، كما قال تعالى:"فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً"[الكهف:٦٥] وهذا العلم لا يعلمه موسى، ولذلك أنكر على الخضر في كثير من الأعمال التي عملها، ولذلك قال الخضر لموسى:"وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا"[الكهف:٦٨] .