للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل يرى المؤمن في القبر أهل الجنة؟]

المجيب عبد الحكيم محمد أرزقي بلمهدي

كلية الشريعة/ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ١/٢/١٤٢٥هـ

السؤال

إذا مات الإنسان وكان من أهل الجنة، فهل يرى وهو في حياة البرزخ أصحاب الجنة مثل الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة المبشرين بالجنة، وأهله من أهل الجنة؟ ولكم جزيل الشكر.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقد جاءت الآثار بتلاقي أرواح المؤمنين المنعمة المرسلة، وأنها تتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا، وليس بالشيء المقطوع به، وأصرح ما ورد في ذلك حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: "إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقتها أهل الرحمة من عباد الله كما يلقون البشير من أهل الدنيا، فيقولون: آَنْظِروا صاحبكم يستريح؛ فإنه كان في كرب شديد، ثم يسألونه ما فعل فلان؟ وفلانة هل تزوجت؟ فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله، فيقول: هيهات، قد مات ذاك قبلي، فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذُهِب به إلى أمه الهاوية، فبئست الأم، وبئست المربية" انظر ما رواه النسائي (١٨٣٣) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، والحديث مختلف في رفعه ووقفه، وصحته وضعفه، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢٧٥٨) والضعيفة (٨٦٤) وأكثر ما يدل عليه أن الأرواح المتعارفة في الدنيا تتلاقى بعد الممات، ويسأل بعضها بعضاً، ولم يرد شيء في أن أصحاب الجنة في مجملهم يتلاقون ويتزاورون، وإن لم يعرف بعضهم بعضاً في الدنيا، وقد تكلم على هذه المسألة القرطبي في (التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة) ، وابن القيم في كتاب (الروح) ، ولابن تيمية في مجموع الفتاوى في أولى (ج ٢٤) كلام مختصر مفيد في المسألة. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>