للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما صحة هذا الذكر؟]

المجيب د. محمد بن تركي التركي

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

التصنيف الفهرسة/ الرقائق والأذكار/فضائل الذكر وفوائده

التاريخ ١/٨/١٤٢٤هـ

السؤال

هل صحيح أن من قال: "لا إله إلا الله والله أكبر، وسبحان الله وبحمده، أستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هو الأول والآخر والظاهر والباطن يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير"، هل من قال ذلك يحصل على سبعة أشياء؟، وهي:

-يحرس من إبليس.

-يعطى قنطاراً من الأجر.

-يحضره اثنا عشر ألف ملك.

-ترفع له درجه.

-يزوجه الله من الحور العين.

-يكون له من الأجر كمن قرأ القرآن والإنجيل والزبور.

-وله أيضاً الأجر كمن حج أو اعتمر فقبلت منه حجته أو عمرته، فإن مات من ليلته مات شهيداً؟.

الجواب

الحديث الذي أشارت إليه السائلة هو ما ورد عن ابن عمر أن عثمان بن عفان سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قوله -تعالى-: "له مقاليد السماوات والأرض"، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما سألني عنها أحد قبلك يا عثمان. تفسيرها: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله وبحمده ... " إلى آخر ما ذكرته السائلة في الحديث.

وهذا الحديث أخرجه أبو يعلى في المسند الكبير (كما في المقصد العلي ٣/٤٢٢٦، رقم ١٦٤٧، وفي المطالب العالية ٤/١٤٩، رقم ٣٧١٣) ، وعن أبي يعلى أخرجه ابن السني في (عمل اليوم والليلة، رقم ٧٣) ، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (كما في تفسير ابن كثير ٧/١١٢) ، والعقيلي في (الضعفاء ١/١١٨,١١٧، وفي ٤/٢٣٢،٢٣١) ، وابن الجوزي في (الموضوعات ١/٢١٤، رقم ٣٠١) ، والبيهقي في (الأسماء والصفات ١/٤٠) ، وابن المنذر في تفسيره، وابن أبي عاصم، وابن مردويه في تفسيره، وأبو الحسن القطان في المطولات (كما في اللالئ المصنوعة ١/٨٨) .

من طرق عن الأغلب بن تميم، حدثنا مخلد أبو هذيل، عن عبد الرحمن المدني، عن ابن عمر، نحوه.

وقال الإمام النسائي: "لا يعرف هذا من وجه يصح، وما أشبهه بالوضع" (لسان الميزان ٦/١٠) .

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، وقال: "وهذا الحديث من الموضوعات النادرة التي لا تليق بمنصب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه منزه عن الكلام الركيك والمعنى البعيد".

وقال ابن كثير في تفسيره: "وهو غريب وفيه نكارة شديدة".

وقال الذهبي في (الميزان ٤/٨٥) ، في ترجمة مخلد: "هذا موضوع فيما أرى".

وقال السيوطي في (اللالئ ١/٨٧) : "موضوع، الأغلب ليس بشيء، ومخلد منكر الحديث، وشيخه ضعيف".

وللحديث طريق أخرى عن ابن عمر، ومع اختلاف في ألفاظه أوردها السيوطي في اللالئ، وهي شديدة الضعف.

وخلاصة ما تقدم: أن الحديث بهذه الألفاظ لا يثبت، وحكم عليه غير واحد من الأئمة بالوضع.

ولكن فيما ورد في فضل الذكر عموماً، وفي بعض الأذكار خصوصاً أحاديث كثيرة جداً، وكثير منها صحيح، وفيها غنية عن مثل هذه الأحاديث، وهي موجودة في كتب الأذكار والأدعية، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>