للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[زوجتي تريد أن أحلق لحيتي]

المجيب خالد بن حسين بن عبد الرحمن

باحث شرعي.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/ضعف الوازع الديني

التاريخ ٢٤/١١/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

جزاكم الله خيراً على مجهودكم في نشر الخير بين الناس، وجعله في ميزان حسناتكم.

فضيلة الشيخ سؤالي: أنا حديث عهد بالزواج، وقد فتح الله علي بإعفاء لحيتي؛ وذلك أسوة بالرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن هذا أدَّى إلى نفور زوجتي مني، وأنا في حيرة من أمري، هل أستمر بإطلاق لحيتي أم أخفف منها؟ وذلك بناءً على رغبة زوجتي التي بدأت تتأذى من هذا الموضوع، وهل حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم - بقوله (امش وراء الأسد ولا تمش وراء المرأة) يُعمل به في ركوب السيارة، أي هل من الأولى أن تركب المرأة من الأمام إلى جانب زوجها وخلفها رجل آخر، أم تركب في الخلف والشخص الغريب يركب أمامها؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على الهادي البشير، والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

إلى الأخ السائل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بداية أشكر لك ثقتك البالغة واتصالك بنا عبر موقع (الإسلام اليوم) ، ومرحباً بك أخاً في الله على طريق الحق والدعوة إلى الله، ونتمنى منك دوام المراسلة والاتصال بالموقع.

ثانياً: أشكر لك الدعاء للقائمين على الموقع، ونقول لك وجزاك الله خير الجزاء.

لقد قرأت رسالتك وسرني جداً التزامك وإعفاءك للحيتك اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم- نسأل الله أن يثبتنا وإياك على الحق، وأن يجنبنا وإياك مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، كما نقدم لك التهنئة على زواجك، والله أسأل أن يكون زواجاً مباركاً طيباً بإذن الله.

لكن بالنسبة لسؤالك بأن زوجتك تنفر منك بسبب إعفاء لحيتك، فيجب عليها أن تتقي الله في نفسها، وتعلم أن إعفاء اللحية واجب على كل مسلم، وهذه هي سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم- وكذلك سنة الأنبياء صلوات الله عليهم جميعاً من قبله، ونحن قد أمرنا بالاقتداء والتأسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم-، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة، منها قوله تعالى: "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" [الحشر: ٧] ، وقوله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" [الأحزاب: ٢١] .

فيجب عليك -أخي الكريم- ألاَّ تلتفت إلى كلامها، وتذكِّرها بالله، وأن هذا الأمر لا يجوز، فلا يحل لك بحال من الأحوال أن تأخذ من لحيتك فضلاً عن حلقها إرضاءً لزوجتك، فرضا الله مقدَّم على رضا من سواه من البشر كائناً من كان، وحب الله وحب ما يحبه الله مقدَّم على حب زوجتك قال تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" [آل عمران: ٣١] ، وكذلك لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كما ثبت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم-.

<<  <  ج: ص:  >  >>