للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ابني يكرهني!]

المجيب حمد بن محمد الرسيني

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/التعامل مع مشكلات الأولاد

التاريخ ٠٨/٠٨/١٤٢٥هـ

السؤال

لي ابن يبلغ من العمر ١٢سنة، يعتقد أنني لا أحبه، ويقول بأنه يكرهني، ويتكرر منه هذا السلوك بصفة مستمرة، ويشك بتصرفاتي، ويتأكد من الأرقام التي تصلني على الجوال، أفيدوني جزاكم الله خيرًا.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخت الكريمة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وددت أن يكون هناك توضيح أكثر في استشارتك حول الكثير من الأمور الخاصة في الأسرة، (وجود الأب، ظروف التنشئة الاجتماعية للأسرة، وجود إخوة آخرين) .. لذلك - أختي الفاضلة- سأجيبك بقدر ما اتضح لي من استشارتك - لعل الله أن يجعل فيها الخير لك ولأسرتك-.

أختي الكريمة: إن الشخصية (الشكَّاكة) إحدى اضطرابات الشخصية الهامة؛ نظراً للآثار الخطيرة التي تترتب على سلوكيات هذه الشخصية بالنسبة للأهل والآخرين والمجتمع.... وهي تتميز وتشخّص من خلال مجموعة من الصفات والتصرفات والسلوكيات المتكررة والمميزة في عدد من النواحي، مثل طرق التفكير وأساليب التعبير الانفعالي ونمط العلاقات الاجتماعية، وغير ذلك.

وهذه السلوكيات والصفات تنشأ مبكرة منذ مرحلة الطفولة والمراهقة وتستمر طويلاً، والشخصية (الشكَّاكة) تتميز صفاتها وسلوكياتها بشكل أساسي باعتداء الفرد على حقوق الآخرين، وانتهاك حرمتها، وأيضاً باستعمال كافة الأساليب والطرق غير المشروعة، مثل الكذب والاحتيال والغش للحصول على فوائد مادية أو معنوية، مخالفاً بذلك القوانين الاجتماعية السائدة.

ومن العوامل المهيئة والمسببة لظهور الشخصية (الشكَّاكة) :

١- النبذ والإهمال من قبل الوالدين في مراحل الطفولة الأولى.

٢- عدم ثبات أساليب التربية والعقاب من قبل الوالدين مع القسوة الزائدة.

٣- الإيذاء الجسمي أو الجنسي للطفل.

٤- تغيير مستمر في الأشخاص الذين يقومون برعاية الطفل في حالة انفصال الوالدين، وبالتالي اختلاف طريقة التربية.

٥- مصاحبة الطفل لمجموعات ذات سلوكيات غير سوية تساعد على تنامي الشك.

٦- وجود أب أو أم أو أخ لديه شخصية (شكَّاكة) ، وبالتالي انعكاسه على سلوك الأبناء.

٧- الحرمان العاطفي للطفل، كأن يكون الطفل قليل الجاذبية، أو غير مرغوب فيه، مما يؤدي إلى فقدانه لمشاعر الحب والقبول والرعاية الإيجابية.

٨- العلاقة المضطربة بين الأب والأم، ووجود الصراع المستمر حول علاقة أحدهما بالآخر، والنقاش الحاد والاتهامات المتبادلة بوجود الأبناء.

٩- قد تكون الأم من العاملات خارج المنزل، ولها اتصالات متعلِّقة في العمل، وقد تكون مع فئة الرجال.

١٠- ومن الأسباب كثرة الاتصالات، ومحاولة الابتعاد عن الجالسين حال وجود اتصال، مما ينمي مشكلة الشك في نفوس الآخرين.

١١- كثرة مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تحكي مثل تلك القصص، والتي قد ترسخ في عقل الابن، ومن ثم ظهور ذلك كسلوك لفظي وفعلي تجاه الوالدين والأقرباء.

١٢- كثرة خروج الأم من المنزل للسوق أو لزيارة الصديقات، وقد تكون مع السائق وحدها، وترفض مرافقة الابن معها، مما يولد الشك والريبة تجاه ذلك في نفس الابن.

<<  <  ج: ص:  >  >>