[كيف نعالج أخطاء الأبناء؟]
المجيب فهد بن أحمد الأحمد
مشرف في وحدة الخدمات الإرشادية بوزارة التربية والتعليم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة الطفولة
التاريخ ٠٣/٠٣/١٤٢٦هـ
السؤال
هل الصواب عندما نرى أخطاء الأبناء أن نقرهم بالخطأ ثم نخبرهم بالصواب، أم نعالج الخطأ دون إخبارهم أنهم أخطأوا؟
الجواب
الأخ السائل الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الحبيب: إن السلوكيات التي تصدر من أطفالنا إنما هي سلوكيات متعلمة، يكتسبها الطفل من والديه وإخوته، ومن البيئة التي يعيش داخلها، فإن كان الجو الأسري قائماً على التربية الإيمانية الحقة التي وجهنا إليها ديننا الحنيف، فبلا شك أن الطفل سينشأ طفلاً صالحاً ورجلاً نافعاً لدينه ومجتمعه، ونبتة صالحة حتى يكون شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين.
وحينما تكون الأسرة مهملة لأبنائها، مساعدة على تنشئتهم بشكل عشوائي يصطادون من السلوكيات صائبها وخاطئها، فإن ذلك مدعاة لأن ينشأ الطفل نشأة خاطئة، ويصبح مزعجاً لأسرته ومجتمعه، وذكري للمقدمة السابقة إنما لتوضيح أثر الأسرة الصغيرة والكبيرة في سلوكيات الأبناء، فهم الركيزة الأولى في رسم شخصية الابن، وحينما يكون لدى الوالدين معرفة كاملة بخصائص مرحلة الطفولة المبكرة والوسطى، فإن المشاكل التي تحدث لكثير من الأطفال ستقل بشكل كبير، بل قد لا يحتاج الابن سوى التدعيم والتشجيع والتدريب على السلوكيات التي لا توجد في ذخيرته.
ولكن حينما تظهر لدى أطفالنا سلوكيات خاطئة كـ الألفاظ البذيئة والسرقة، والكذب والعدوانية..... إلخ.
فإننا بهذه الحالة نحتاج إلى تعامل خاص باستخدام فنيات تربوية تساعدنا على تخليص أطفالنا من السلوكيات غير المرغوبة، وإحلال مكانها سلوكيات مرغوبة، أي أن المسألة تكون وفق التالي:
تعلم خاطئ محو تعلم تعلم جديد مرغوب.
وما يحتاجه الطفل هو أن يدرك أن سلوكه غير المرغوب لا يحقق له اهتمامًا وتدعيمًا، ويتم إيضاح ذلك له بأن السلوك الذي تفعله لن يجدي في أن تحصل على ما تريد! وفق قدراته العقلية والمعرفية.
ثم نقدم له الطريقة المثلى (السلوك المرغوب، إما لفظياً أو مشاهدة أقرانه كيف يتصرفون سلوكياً) "القدوة" مع تبصيره بالنتائج التي يحصل عليها حينما يتصرف بشكل خاطئ بالنتائج التي يحصل عليها بعد أن يتصرف بشكل صحيح. هنا يستطيع أن يدرك الصواب من الخطأ. وتستخدم تلك الطريقة بحسب المرحلة العمرية للطفل، أي لا تكون عامة لجميع الأعمار والأطفال، فالبعض قد يفيد معه طريقة إيضاح الصواب مع التدعيم الإيجابي لفظياً ومادياً، ويدرك السلوك ويساعده على تكراره كحال ابن أم سلمة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك" الحديث متفق عليه أخرجه البخاري (٥٣٧٦) ، ومسلم (٢٠٢٢) من حديث عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما-. وهناك عينة من الأطفال يحتاجون إلى توضيح أخطائهم، وأنها سبب في عدم حصولهم على نتائج مرضية لهم، ثم تبصيرهم بالسلوك الأفضل والصحيح، وبالتالي الحصول على نتائج مرضية. سائلاً الله لنا ولك التوفيق والسداد.