للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفرق بين العقيدة والشريعة]

المجيب د. صالح بن عبد العزيز التويجري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ١٦/٠١/١٤٢٧هـ

السؤال

ما هو مفهوم العقيدة؟ وما هو مفهوم الشريعة؟ وما هي الغاية من ترابط العقيدة بالشريعة؟ وأين يكمن الإسلام الحقيقي؟ مع إعطاء أدلة من القرآن أو الحديث.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فهذه المصطلحات مترابطة من حيث كونها مطلوبة من المكلف.. وكذلك ارتباطها بمصادر التلقي، وكان السلف الصالح من الصحابة ومن تبعهم بإحسان يتعلمون كل هذه العلوم ويعملون بها دون تفريق في مسمياتها.. ولما ضعفت العزائم وانشغل الناس أفردت هذه المسائل تحت علوم تجمع الأشباه إلى بعضها.

أما العقيدة: فهي ما يعقد عليه القلب إيماناً وتصديقاً من مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ومسائل المعاد من الشفاعة وأخبار الساعة وأشراطها.

والشريعة: هي الأعمال الظاهرة، كالعبادات والمعاملات والأخلاق.

والغاية من الترابط بين العقيدة والشريعة: أن العقيدة أساس والشريعة بناء، حيث لا يقبل عمل بدون اعتقاد، وكذلك لا تنفع عقيدة بلا عمل؛ لأن الله -تعالى- قرن ذلك في القرآن الكريم. قال تعالى: "الذين آمنوا وعملوا الصالحات ... " [البقرة:٢٥] ، وقال تعالى: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ... " [النحل:٩٧] ، وغيرها. وقوله صلى الله عليه وسلم: "قل آمنت بالله ثم استقم ... " صحيح مسلم (٣٨) ، وجامع الترمذي (٢٤١٠) ، وغيرهما.

ولا تنفك الشريعة عن العقيدة إلا في حالات، مثل النفاق أو الإكراه أو النسيان والجهل، أما في الأحوال العادية فإن الأصل الترابط، وعلى قدر الاعتقاد يكون العمل صحة وفساداً.. ونحن شهود على الظاهر، فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه والله يتولى سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً أو فسقاً أسأنا به الظن، ولا نقبل منه الإحالة إلى القلب كما يقول بعضهم: (ربك رب قلوب) أو يستشهد (هروباً) بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ... "، وقوله صلى الله عليه وسلم: "التقوى هاهنا". صحيح مسلم (٢٥٦٤) ، فهذه أمور صحيحة، لكن لا تصلح حجة لمن أساء العمل.. والإسلام الحقيقي هو الجمع بين الاعتقاد الصحيح والعمل بالسنة "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ... " [الحجرات:١٤] .

وقال -صلى الله عليه وسلم- لرجل قال عن صاحبه -أعطه فإنه مؤمن، قال -صلى الله عليه وسلم- "أو مسلم". صحيح البخاري (٢٧) ، وصحيح مسلم (١٥٠) .

المهم أن هذه الألفاظ الشريفة يجب أن تحفظ من التلاعب بمنحها أو منعها، ولا يوصف بها أحد إلا مِن قِبَل أهل العلم والبصيرة في الدين؛ لئلا تكون مجالاً لحديث العامة..

<<  <  ج: ص:  >  >>