المعاملات/ الربا والقرض/أحكام البنوك والتعامل معها
التاريخ ٣/٧/١٤٢٢
السؤال
: أنا شابٌ متزوج، وعندي أطفال، وأعيش مع أهلي في بيتٍ ضيق ممتلئ، واستطعت أنا وأخي تدبُّر النقود، واشترينا قطعة أرض صغيرة، وحاولنا جاهدين أن نقترض من أهل الخير لنبني بيتاً متواضعاً نعيش فيه نحن وأطفالنا، لكننا لم نستطع، والآن نحن نمرّ بأزمة؛ لأننا جميعاً في البيت، ونعاني من مشاكل كثيرة جداً، وآلام نفسية واجتماعية تؤثر علينا وعلى أطفالنا، فهل من الممكن أن تفتونا في أخذ قرض من البنك، لنبني فيه مسكناً متواضعاً يسترنا، وأطفالنا من الضياع.
الجواب
لا يجوز لكم ذلك؛ لأن الله _ جلّ وعلا _ قد توعّد المرابين بما لم يتوعّد غيرهم. فأخذ القرض بفائدة ربويّة محرّم بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين الذين يُعتدّ بقولهم.
وإذا لم يتيسّر القرض الحسن، فليعمل بيعاً وشراءً وكسباً حلالاً حتى ييسّر الله له ما يقضي به حاجته.
وله أن يتّفق مع من يتولّى عمارة البيت بقيمة مؤجّلة، أو مقسّطة بأقساط عديدة يتيسّر له سدادها من كسبه. ولو كان في السعر زيادة من أجل تعدّد الأقساط، فلا بأس بذلك. فما من معاملة محرّمة إلا وقد شَرَع الله لنا ما هو خيرٌ منها حلالاً لا شُبهة فيه، وعلى المرء أن يحرص على تلمّس الحلال في أكله، وشربه، وبيعه، وشرائه، وسائر عقوده.
ومن تحرّى الحلال وفّقه الله لاستجابة الدعاء، كما أن الكسب الحرام سبب لعدم القبول، وقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- ((الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه على السماء، ياربّ ياربّ، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذّي بالحرام فأنى يستجاب له)) أخرجه مسلم (١٠١٥) .