للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما ذنب المسحور؟]

المجيب د. رشيد بن حسن الألمعي

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

العقائد والمذاهب الفكرية/ نواقض الإيمان/السحر والرقى والتمائم والطيرة

التاريخ ١٨/٦/١٤٢٤هـ

السؤال

إني أسأل عن المسحور ما ذنبه؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فأقول وبالله التوفيق:

المسحور شأنه شأن غيره ممن يبتلى ويصاب بمصيبة، وسواء كان ما أصيب به ظلم وعدوان وبغي، أو كان بسبب تقصير منه في الأخذ بالأسباب المعينة على النجاة والعافية والسلامة، فإن العبد في كل الأحوال مطالب بالصبر والاحتساب مع الأخذ بالأسباب المشروعة.

وإذا تبين أن الشخص مصاب بسحر فقد جعل الله من أسباب المعالجة ما هو مأثور ومشروع، وعليه مع هذا أن يتخذ من أسباب الوقاية ما هو مشروع أيضاً من التحصن بالدعاء وملازمة الأذكار، والبعد عن المعاصي والآثام ومواطن الخبث وحبائل الشيطان، مع التوكل على الله: "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ" [الطلاق: من الآية٣] ، "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً" [الطلاق: من الآية٢] ، "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً" [الطلاق: من الآية٤] .

ومع يقيني أن السحر واقع وله تأثير وضرر، إلا أنه يغلب على ظني أن كثيراً من الناس يتوهم لأدنى علة أنه مصاب بسحر، ثم يتعلق بعد ذلك بالسحرة والمشعوذين يطلب عندهم الشفاء والمعالجة، وهذا من ضعف النفوس ووساوس الشيطان التي لا مخرج للعبد منها إلا بالرجوع الصادق إلى الله، وإحسان التعلق به وحسن الظن به، مع الصبر والاحتساب والأخذ بالأسباب، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>