للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الذبح لقطع شجرة السدر]

المجيب د. سالم بن محمد القرني

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/مسائل متفرقة في الآداب والسلوك والتربية

التاريخ ١٧/٠٢/١٤٢٦هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في بيتنا شجرة سدر، وهذه الشجرة تضايقني وأريد قطعها، ولكن أهلي لا يقبلون بذلك؛ لأن هناك معتقد شائع عندنا في العراق وهو أن شجرة السدر إذا قطعت دون أن يذبح لها الشخص ذبيحة فإن مكروها سيحصل لأهل بيت الذي قطعها، فهل شجرة السدر لها مكانة خاصة، بحيث لا يجوز قطعها بدون ذبح فداء، أم أن هذا مجرد خرافات؟ وجزاكم الله كل خير.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

يكره أن يعبث الإنسان فيقطع السدرة التي يستفاد بظلها أو ثمرها أو ورقها، لما ورد عند أبي داود (٥٢٣٩) والنسائي في الكبرى (٨٦١١) ، وغيرهما من حديث عبد الله بن حبشي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار".

وأما إذا كانت في مكان يحتاجه الإنسان لزراعة أو بناء بيت، أو وضع طريق، أو احتاج عودها - ساقها وفروعها- في عمل أبواب أو خلايا نحل، أو تسقيف سطح، أو آذته في البيت بشوكها، أو نحو ذلك، فإنه يباح له قطعها لتلك الأغراض.

أما الذبح لها فهذا شرك لا يجوز فعله ولا اعتقاده؛ لأنه ينافي التوحيد، فلا يذبح إلا لله، في الأغراض التي أمر بها الشرع أو حث عليها، أو أباحها مثل الهدي للحاج، والأضحية، وعقيقة المولود، وإكرام الضيف.

أما الذبح للأشجار أو الأحجار، أو الأماكن، أو لأي مخلوق آخر، لتقديسه أو التقرب إليه بذلك أو لجلب نفع لا يغفره الله لصاحبه، لقوله تعالى: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" [النساء:١١٦،٤٨] فعلِّمي أهلكِ الصواب، وخوفيهم بالله؛ ليزول الجهل الذي هم فيه، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة. والله الهادي إلى سواء السبيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>