للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أكل الشاة الملدوغة]

المجيب وليد بن إبراهيم العجاجي

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/الأطعمة والأشربة والصيد والذكاة

التاريخ ٠٣/٠٢/١٤٢٦هـ

السؤال

إذا لدغت الحية شاة وقاربت الشاة على الهلاك، فهل يجوز ذبحها وأكلها، أم نتركها؟ لأنه خالطها سم الحية، هل هناك نص في حكم العمل في هذه المسألة؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، وبعد:

ففي الصحيحين من حديث رافع بن خديج -رضي الله عنه-; أنه قال: يا رسول الله إنا لاقو العدو غدا وليست معنا مدي، قال صلى الله عليه وسلم: "أعجل أو أرني ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل، ليس السن والظفر، وسأحدثك أما السن فعظم، وأما الظفر فمدى الحبشة". قال: وأصبنا نهب إبل وغنم فندَّ منها بعير فرماه رجل بسهم فحبسه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش فإذا غلبكم منها شيء فاصنعوا به هكذا" أخرجه البخاري (٥٥٠٩) ، ومسلم (١٩٦٨) .

ومعنى أنهر الدم: أساله وصبه بكثرة، وهو مشبه بجري الماء في النهر.

ومما دلّ عليه الحديث أن من شروط حل الذبيحة: أن تكون الآلة مما ينهر الدم ويسيله كالسكين ونحوها.

وبناءً عليه: فإذا أدركت الشاة ونحوها مما يؤكل قبل أن تموت حتف أنفها فذكيتها حلّ لك الأكل منها.

لكن يبقى هنا أمر مهم في سؤالك، وهو أن الشاة قد لدغتها حية، والحية تقتل بسمها، فإذا استطعت أن تجز موضع اللدغ بعد تذكيتها حتى لا ينتقل السم إلى سائر جسدها، ويتأثر به لحمها، فهذا جائز، وإن لم تفعل فإني أخشى أن يكون لحمها قد تأثر بسمها؛ فيضرك الأكل منها، فيكون المنع حينئذ من هذا الوجه، أي: من جهة الضرر لا غير. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>