أما الدعاء الجماعي في أثناء الطعام فلم يرد عليه دليل خاص، بل ورد في ذلك أحاديث تتعلق بآداب الطعام كالحث على التسمية في أوله والحمد بعد الانتهاء منه- انظر صحيح البخاري (٥٤٥٨) - وليس فيها الدعاء في أثناء ذلك، ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري من كتاب الأطعمة، باب التسمية على الطعام، فعن عمر بن أبي سلمة، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ، قال: قال لي رَسُول اللَّهِ صلى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلم: "سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ؛ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ". مُتَّفَقٌ عَلَيهِ: البخاري (٥٣٧٦) ومسلم (٢٠٢٢) .
وعن معاذ بن أنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ، قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلم: "مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ. غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". رواه أبو داود (٤٠٢٣) والترمذي (٣٤٥٨) وابن ماجه (٣٢٨٥) وَقَالَ الترمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
أما ما يجب عليك فعله فأن تبين لصاحبك أن ما يفعله ليس مسنونًا، وبالأخص إن كان يواظب على هذا العمل، ولتكن نصيحتك بالمعروف مع قراءة الدليل، وإلا فالدعاء في كل وقت مشروع، وهو باب عظيم من أبواب العبادة. . وفقكم الله لطلب العلم النافع، وجمعكم على البر والتقوى. . والله أعلم.