للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الطريق إلى التوبة وتقوية الإيمان]

المجيب د. ناصر بن محمد الماجد

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الرقائق والأذكار/التوبة

التاريخ ١٨/١٢/١٤٢٢

السؤال

أريد أن أتوب وأقوي إيماني، كيف؟

الجواب

إن مما يبعث على التوبة والإنابة إلى الله - تعالى - الأخذ بالأسباب المعينة على ذلك ومن أعظمها

أ- إن أول طريق التوبة شعور المؤمن بذنبه، وإحساسه بتفريطه في جنب الله - تعالى - فهذا الشعور والإحساس هو الباعث الأول على التوبة، كالمريض إذا لم يشعر بمرضه لم يسع ولم يجتهد في طلب الدواء.

ب- معرفة الله - تعالى - بما له من صفات الجلال والجمال، فإن المؤمن كلما ازداد بالله معرفة ازداد له خشية، يقول - تعالى-: " إنما يخشى الله من عبادة العلماء " [فاطر: ٢٨] ولذا فكل ذنب يقع من العبد إنما كان باعثه على الحقيقة الجهل بالله - تعالى -، وهذا معنى قوله -تعالى-: " إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب " [النساء:١٧] .

ج- معرفة شؤم المعصية وعاقبتها على دين المرء ودنياه، فمع ما يترتب على المعاصي من عقوبات في الدنيا والآخرة، فإن المعاصي لا يزال يرقق بعضها بعضاً حتى تجتمع على العبد فتذهب بدنياه وتوبق دينه.

د- البعد عما يدعو إلى المعاصي كالأماكن المزينة لها أو الرفقة الداعية لها.

هـ- حسن الظن بالله - تعالى - وعدم القنوط من رحمته فهو - تعالى - البر الكريم الغفور الرحيم، لا يتعاظمه ذنب ألا يغفره، يقول - تعالى -: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً " [الزمر:٥٣] .

ثم إذا صح عزمك على التوبة فاعلم أن من شرطها الإقلاع عن الذنب مع الندم على ما كان وعقد العزم على عدم العود إليه، ثم إن كان ذلك الذنب حقاً من حقوق الخلق فيجب التحلل منه ما أمكن ذلك.

وأما تقوية الإيمان فيكون بفعل الأسباب التي تقويه وترك ما يضعفه، ومن أعظم الأسباب التي تقوي الإيمان وتزيده:

٠١ معرفة الله - تعالى - بأسمائه وصفاته، فله - تعالى - الجلال المطلق والكمال الذي لا يعتريه نقص، ومما يزيد من معرفة الله - تعالى - التأمل في دلائل وآثار أسمائه وصفاته، ومن ذلك التفكير في خلقه، وبديع صنعه، يقول - تعالى -: " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " [فصلت:٥٣] .

٠٢ طاعة الله - تعالى - والمداومة على مرضاته.

٠٣ ومنها الإكثار من ذكر الله - تعالى - وهو من أعظم ما يصل المخلوق بخالقه.

٠٤ قراءة سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والوقوف على أحواله وشمائله - صلى الله عليه وسلم - وكذلك القراءة في أحوال وسير سلف هذه الأمة من الصحابة ومن تبعهم بإحسان.

٠٥ مجالسة أهل التقى وصحبة أهل الصلاح، ممن صفتهم الإعانة على الطاعة والتذكير عند الغفلة، وبقدر ما ينقص من هذه الأسباب يضعف إيمان العبد، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>