[أنا في حيرة: أهلي يرفضون زواجه بي؛ لأنه متزوج]
المجيب علي بن عبد الله العجلان
مستشار أسري - وزارة الشؤون الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/تأخر الزواج وعقباته
التاريخ ١٩/١١/١٤٢٤هـ
السؤال
أنا شابة متدينة ومتعلمة، وهناك شاب تقدم لي طالبا الزواج في الرابعة والعشرين من عمره، وهو على خلق عال ومتدين وفي خير ونعمة, ولكنه متزوج ولديه ابنتان، وأنا أجد هذا الشاب يناسبني أكثر من أي شاب تقدم لي، ولكن عائلتي ترفضه؛ لأنه متزوج، على الرغم من أنهم يمدحون أخلاقه, وذلك الشاب متمسك بي ولا يريد الزواج من غيري, وأنا في حيرة من أمري. ماذا أفعل؟.
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته" وفي رواية: "خلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة" رواه الترمذي (١٠٨٤) ، وابن ماجة (١٩٦٧) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
إن النبي - صلى الله عليه وسلم- جعل المعيار لقبول الزواج هو الدين والخلق للشاب والفتاة، وبالنسبة لقبول هذا الزوج أشير إلى ما يأتي:
(١) أن يكون قصد الزوج من التعدد ونيته به نية صالحة، ومقبولة، بحيث لا تكون ردة فعل أو نتيجة لموقف معين؛ حتى لا تصبح الفتاة ضحية لهذا الزواج.
(٢) قدرة الزوج على التعدد، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ... " الحديث رواه البخاري (١٩٠٥) ومسلم (١٤٠٠) من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - والاستطاعة تشمل الاستطاعة النفسية والمالية والجسدية وجميع أنواع الاستطاعة.
(٣) إدراك الفتاة وقبولها للتعدد ورضاها به، وعدم الغيرة الشديدة التي ربما تفسد الحياة مستقبلاً، وأنها تزوجت بنصف رجل، ويكون ذلك واضحاً في ذهنها حتى لا تفاجأ به مستقبلاً.
(٤) أما بالنسبة لعائلتها فهم لا يبحثون إلا عن سعادتك واستقرارك فهم يمتنعون عنه؛ لأنهم يرون أن الأفضل لك أن تتزوجي برجل غير متزوج، وهم لا شك في صدق محبتهم وإخلاصهم لك، والذي أراه هو إرضاؤهم وإقناعهم والتوسط في ذلك، والتوجه إلى الله أن يختار الخير.
(٥) وأما كون الشاب لا يريد غيرك فليس بمسلم لا لك ولا له، فإن القناعة تتغير، فلو وجد هذا الشاب من هو أفضل منك، فإنه لا يرفض الزواج بها من أصل.