للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يعاني من الرياء والعجب]

المجيب د. سليمان بن وائل التويجري

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية

التاريخ ١١/١١/١٤٢٤هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الرياء والإعجاب بالنفس والكبر واحتقار أعمال الآخرين، فما الحل؟

أرجو التفصيل، وجزاكم الله خيراً عنا وعن المسلمين.

الجواب

الحل هو أن تصحح مفهومك لأعمالك، وأن تتعرف على نفسك فيجب عليك أن تعرف بنفسك بأن ما ذكرته من صفات يدل على أنك لا تعرف نفسك، وكون الإنسان يتكبر على الآخرين فإن هذا من العيوب والذنوب الكبيرة، والله - جل وعلا- وعد من نازعه بالكبر بأن يعذبه ويقصمه، لأن الكبرياء لله - جل وعلا- وكون الإنسان يحتقر الآخرين هذا دليل على جهله بنفسه، والواجب على الإنسان أن يتعامل مع الآخرين تعامل احترام وإحقاق للحق، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "الكبر بطر الحق وغمط الناس" أخرجه مسلم (٩١) من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - وبطر الحق أي: جحد الحق، وغمط الناس: يعني احتقارهم، فالواجب عليك أن تتأدب بآداب الإسلام، وأن ترجع إلى صفات أهل الإيمان مما وجه إليه الرسول عليه الصلاة والسلام وكان يتصف به في تعامله مع الآخرين، وأما سؤالك عن الرياء وأنك تعاني منه فهذا مرض وبيل حذرنا منه النبي - صلى الله عليه وسلم- وسماه شركاً خفياً، فالمطلوب من العبد المؤمن أن يعمل الأعمال لله وحده لا يشرك فيها أحداً من المخلوقين، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يخلق وهو الذي يرزق وهو الذي يحيي وهو الذي يميت، وإليه المرد، ومنه يحصل الإنسان الثواب أو يقع عليه العقاب، وإذا كان هذا هو حالك مع ربك فيجب أن تتعامل مع الله - جل وعلا- على أنه هو الذي يجب أن يُراعى، ولا يكون للمخلوق دخل في هذا، لأن المخلوق الذي تريد أن ترائيه وتعمل العمل لأجله لم يخلقك ولم يرزقك، وليس له عليك طريق لا من قريب ولا من بعيد، فيجب على الإنسان أن يراجع حساباته مع ربه، ويتنبه لأخطائه، والرسول - صلى الله عليه وسلم- يقول: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي قال: قلنا بلى، قال الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يعمل لمكان الرجل" أخرجه أحمد (١٠٨٥٩) ، وابن ماجة (٤٢٠٤) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ومثَّل له: بأن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه، نسأل الله - جل وعلا- التوفيق للجميع.

<<  <  ج: ص:  >  >>