للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أخاف الرياء.. لكني أحب الثناء!]

المجيب د. عبد الرحمن بن علوش المدخلي

عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ قضايا إيمانية/الإخلاص والرياء

التاريخ ٠٨/٠٧/١٤٢٦هـ

السؤال

متفوقة في دراستي منذ الصغر، أغرمت بالقراءة والبحث، أكملت دراستي الجامعية وواصلت الدراسات العليا في تخصص النقد الأدبي، أكتب الشعر والقصة والمقال، مشكلتي أنني أقلق كثيراً من كون كل ما أفعله يحسب عليّ، ويشهد ضدي عند ربي. طموحي للكتابة والنشر يشغل وقتي وتفكيري، ويعلم الله أن هدفي خدمة مبادئ ديني والاحتساب، لكن أخشى الرياء والسمعة لدرجة الوسوسة والإحباط والتقاعس عن المواصلة خوف الرياء، أرشدوني ماذا أفعل؟ وكيف أوفِّق بين تخصصي ونية الاحتساب؟ وهل آثم إذا ما تمنيت الشهرة وفرحت بالإطراء في عملي الكتابي؟.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فمما لا شك فيه أن أشد شيء على النفس هو الإخلاص، إذ النفس البشرية مجبولة على حب المدح والثناء إلا ما ندر، ولذا نجد المؤمن يجاهد نفسه للتخلص من تلك الآفة، قال الإمام السوسي: (الإخلاص فقد رؤية الإخلاص فإن من رأى في إخلاصه الإخلاص فقد احتاج إخلاصه إلى إخلاص) .

لكن لا ينبغي أن يصل الأمر لدرجة الوسوسة، فإن العمل لأجل الناس شرك، وترك العمل لأجل الناس رياء، والإخلاص أن يعافيك الله منهما"، كما قال الفضيل بن عياض، قال النووي معلقاً على كلامه: (إن من عزم على عبادة وتركها مخافة أن يراه الناس فهو مراء؛ لأنه ترك العمل لأجل الناس) .

وترك العمل خوفاً من الرياء حبالة من حبالات إبليس، كما يقول ابن حزم -رحمه الله-: (لإبليس في ذم الرياء حبالة، وذلك أنه رب ممتنع من فعل خير يظن به الرياء) . ولذلك ينصح من طرقه مثل هذا ألا يلتفت إليه، وأن يمضي في عمله إغاظة للشيطان، فسيري على بركة الله، وسخِّري طاقاتك لخدمة هذا الدين، وسدِّدي وقاربي، والله يوفقك.

<<  <  ج: ص:  >  >>