سؤالي عن وجوب صلاة الجماعة، وكيف نفسر حديث الرسول الكريم القائل "صلاة الجماعة خير من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة"؟ فطالما أن هنالك أفضلية لأمرين فذلك يعني أن كليهما صحيح، وبالتأكيد ليس مقصودا الشخص الذي لديه عذر، فذلك معذور أصلا، ً أما الصلاة للمفرد في بيته مثلاً وحسب الحديث فتعدل درجة واحدة، وصلاة الجماعة أفضل منها بزيادة ست وعشرين درجة، هذا فهمي للحديث أريد تفسير أهل العلم، وجزاكم الله عنا كل خير.
الجواب
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وبعد:
المراد بهذا الحديث بيان فضل وثواب صلاة الجماعة، وليس المقصود هو حكم صلاة الجماعة، وهو أسلوب مستعمل في القرآن والسنة، ومن ذلك قوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ"[الجمعة:٩] ، فقال (ذلكم خير لكم) ومع ذلك لم يقل أحد إن صلاة الجمعة غير واجبة.
وقد بين - صلى الله عليه وسلم- حكم صلاة الجماعة في أحاديث أخرى منها: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم ... " الحديث رواه البخاري (٦٤٤) ، ومسلم (٦٥١) .