للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كيفية علاج النسيان]

المجيب د. صلاح العادلي

أستاذ في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/اخرى

التاريخ ١٦/٠٢/١٤٢٦هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي عن نفسي، حيث إنني طالب علم شرعي، وأحاول الدراسة، ولكني كثير النسيان بسبب المعاصي، فكيف أقضي عليها؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد النبي والأمي وعلى آله وصحبه، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

إجابة السؤال من شقين، الأول: كيفية الانتهاء عن المعاصي.

الشق الثاني: معالجة النسيان.

أما أولها فلتتبع الآتي:

١) الدعاء مع العزم على الترك والنية الصادقة.

٢) تجنب الأسباب المؤدية للمعاصي كرفيق السوء، وإليه يشير قوله تعالى:"وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين" [الأنعام:٦٨] .

٣) مجالسة الصالحين؛ ففي ذلك تشجيع على الطاعة، وابتعاد النفس عن المعصية، مع تجنب الجلوس منفرداً؛ لأن الجالس وحده عرضة لوسوسة الشيطان، والخلطة الصالحة عون على الخير.

٤) تحديث النفس بآثار الطاعة من رضا الله، وما يستتبعه من كثرة الأرزاق والتيسير في الأمور.

٥) الانشغال بالنافع من الأمور، هذا بعض ما ينبغي في كيفية القضاء على المعصية.

وأهم من ذلك:

ـ بذل الجهد في مجاهدة النفس حتى تترفَّع عن ارتكاب المعصية، وتتهيأ لفعل الطاعة.

ـ كذلك النظر في عواقب العصاة في الدنيا؛ فهذا أدعى لزجر النفس عن المعاصي ودعوتها إلى الطاعة.

الشق الثاني وهو (علاج النسيان) .

(١) يبدأ أيضا بالدعاء لحديث أبي هريرة-رضي الله عنه- الذي طلب فيه من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو له بعدم النسيان، فصار سيدنا أبو هريرة -رضي الله عنه- أحفظ الصحابة لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأكثرهم رواية له.

(٢) الذكر لقوله تعالى:"واذكر ربك إذا نسيت.." [الكهف: ٢٤] ، ومن الذكر (لا إله إلا الله) ، (سبحان الله وبحمده) ، (والصلاة على النبي) .

(٣) الاستعاذة من الشيطان، لقوله تعالى:"فأنساه الشيطان ذكر ربه.." [يوسف: ٤٢] .

(٤) ترك المعاصي، وقد أشار إليها الإمام الشافعي حين قال:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي*** فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم نور *** ونور الله لا يهدى لعاصي

(٥) تفريغ القلب من الشواغل الدنيوية، وهناك أمور أخرى تساعد على التذكر وعدم النسيان، منها:

١) تكرار قراءة الشيء بوعي، وخصوصا القرآن الكريم؛ فإن القارئ الذي لا يتعاهد القرآن يتفلت منه.

٢) كتابة ما يريد حفظه أو تذكره، فتقييد العلم بالكتابة.

٣) التؤدة والتأني أو التمهل.

٤) الراحة العقلية والقلبية والبدنية، وعدم الإجهاد الذي يكون بإفراط، وفي أول الأمر وآخره. تجمع بين شيئين، الطاعة مع الاهتمام والجد والاجتهاد فذلك يجعل الإنسان ذاكراً متذكراً.. والله أعلم.. نسأل الله الهداية والتوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>