للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[زوجتي والخجل]

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/مشكلات الاختلاف بين الزوجين في العادات التعليم

التاريخ ١٩/١٢/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

سؤالي بعد شكري لكم على هذا الموقع النافع هو:

أنني متزوج منذ ثلاث سنوات وأحمد الله على ما وهبني من زوجة كريمة طيبة هادئة؛ لكن مشكلتها أنها شديدة الخجل متلبسة بحياء يجعلني أحيانا أعتقد أنه ظاهرة مرضية تحتاج إلى معالج نفسي ...

حاولت كثيرا في تغيير هذا السلوك لكني بؤت بالفشل، والذي يؤلمني أكثر أنها عند الآخرين تمارس نفس الأسلوب، بحيث إنها تجلس في المجالس النسائية العامة والخاصة دون أن يكون لها أدنى مشاركة حوارية، وبالتالي بدأ الحديث حولها وحول شخصيتها المنغلقة المتقوقعة ...

لفت انتباهها كثيرا إلى أني غير راض عن سلوكها هذا، فأخبرتني أنها لن تستطيع أن تغيره..

ترى ما الذي يمكن أن أصنعه مع شريكتي أكثر مما صنعت (من تنبيه وحوار دائم حول مشكلتها وما قد تسببه من معاناة لي ولها في حياتنا كشركاء) ؟؟ ..

أتمنى أن أقرأ ردكم سريعا ...

الجواب

الأخ الكريم / وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:

شكرا لثقتك واتصالك بنا في موقع (الإسلام اليوم) .

رسالتك هذه تزيد من إيماني بشيئين اثنين نغفل عنهما كثيراً:

أولهما: أن هذه الدنيا دار مشقة ودار نكد فلا يسلم من نكدها أحد حتى من يتصور البعض أنه قد حصل له من النعم الشيء الكثير إلا أنه تبقى له بعض المنغصات التي تزيل عنه اللذة والمتعة لما تحت يديه.

ثانيهما: أن الشيطان يعظم للزوج والزوجة مساوئ صاحبه، حتى لكأنه لا يرى فيها إلا هذا الخلق الذي لم يرتضه، أو العيب الذي لا يرغب وجوده لدى صاحبه.

قبل فترة ليست بالبعيدة كتب إليَّ زوج مثلك يشكو من عكس ما تشتكي منه أنت تماماً، إذ لديه زوجة قوية الشخصية مبادرة تحب النشاط وتبادل الكلام والآراء، ويذكر أنه يتأذى كثيراً جداً من هذه الصفة التي في زوجته، وأنه لم يستطع حتى الآن النجاح في علاج ذلك، بل يضيف أنه يتمنى لو أن الله كان قد رزقه زوجة هادئة مطيعة تتحمل منه، وتكون سبباً في إخماد الكثير من المخاصمات الكثيرة بينهما ولا تؤججها وتزيدها.

يا رجل والله إن الكثير من الأزواج ليتمنون وجود مثل هذه الصفة عند زوجاتهم؛ لأن الحركة والممارسة والحديث والقيادة لها ضريبتها وهي قوة الشخصية، وجلب الكثير من المتاعب بين الزوجين، خاصة إذا لم يستطيعا أن يديرا شؤون علاقاتهما بحكمة وروية.

المرأة النشيطة في نظرك والقيادية، والتي تمتلك المجلس إذا حضرت ثق أن لذلك ضريبة.

صفات زوجتك توحي بأنها قلما تعاندك أو تماريك أو تلاغطك وتخاصمك، ولكنه في النوع الآخر من النساء يوجد بكثرة، إذ قوتها وتمكنها من الحديث يساعدها على مماراة زوجها ومناكفته حتى يصل بها الأمر إلى النزاع المستمر، وذلك -كما قلت- إذا لم يحسن التعامل معه.

صدقني أن في زوجتك الكثير من الأمور الإيجابية، ولكنها العادة حينما يحس كل زوج بالحرمان إذا ماركَّز النظر على السلبيات وترك الإيجابيات.

تعديل سلوك الهدوء والدعة والسكون والخجل لدى زوجتك شيء ممكن، ولكنه يحتاج إلى وقت طويل لتغييره، وكذلك هذا التغيير يكون محدوداً.

أعانك الله ووفقك وزوجتك لما فيه كل الخير لكما.

<<  <  ج: ص:  >  >>