أنا إمام لأحد المساجد الكبيرة، ويحضر إلى هذا المسجد الكثير من الأطفال ما بين الثامنة إلى الثانية عشرة، ويحرص هؤلاء الأطفال على الجلوس والصلاة خلف الإمام، ويبكرون في الحضور إلى المسجد للمسابقة على الصف الأول، وقد اشتكى الكثير من الآباء وكبار السن من وجود هؤلاء الصبية خلف الإمام في الصلاة، ويحتجون بالحديث المعروف:"ليلني أولو الأحلام والنهى " ويطالبون بإرجاعهم إلى الصف الثاني وتقديم الكبار عليهم، فأردت استفتاءكم في ذلك، هل آمرهم بالتأخر عن الصف الأول؟ مع ذلك الحرص منهم، مما يجعلني أخشى أن يتركوا الصلاة، أو يبغضوا أولئك الرجال الذين يأمرونهم بالتأخر، أو يشجعهم ذلك على التأخر وعدم التعلق بالمسجد، أرجو منكم الإجابة عن سؤالي هذا عاجلاً؛ لأن الجميع ينتظرون فتوى شافية في ذلك، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
إذا سبق الطفل المميز إلى مكان في المسجد في الصف الأول، أو خلف الإمام فهو أحق بهذا المكان من غيره، فلا يصح بحال إبعاده عنه لعموم حديث:"من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له" رواه الطبراني في المعجم الكبير (١/٢٨٠) من حديث أسمر بن مضرس -رضي الله عنه- وأما من يحتج على إبعاد الصغار بحديث:"ليلني منكم أولو الأحلام والنهى" رواه مسلم (٤٣٢) من حديث أبي مسعود الأنصاري -رضي الله عنه-فليس في هذا الحديث حجة كما يظن، لأن الحديث يتضمن الحث على مسارعة أولي الأحلام والنهى على المبادرة إلى بيوت الله عند سماع النداء والتبكير إلى الصلاة، لا أن نحفظ لهم الأماكن حتى يصلوا، ولو كان الأمر كما قال السائل لقال النبي - صلى الله عليه وسلم- لا يليني منكم إلا أولو الأحلام والنهى، لأن هذا يفيد اختصاص هذا المكان وحصره بأولي الأحلام والنهى، وهذا غير ما في تأخير الأطفال عن هذه الأماكن من كسر نفوسهم، وعدم تشجيعهم، ووقوع العبث منهم باجتماعهم سواء في صف واحد، والله تعالى أعلم.