للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تحول الخلافة إلى ملكية]

المجيب د. فهد بن عبد الرحمن اليحيى

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ السيرة والتاريخ والتراجم/التاريخ: حوادث وعبر

التاريخ ١٦/٦/١٤٢٥هـ

السؤال

عندي سؤال مهم عن طريقة الحكم في الإسلام: كيف تحوَّلت الخلافة إلى ملكية؟.

الجواب

الحمد لله، وبعد:

فهذا السؤال يحتاج جوابه إلى شرح يطول لفهم مقدمات في هذا الشأن لا بد منها، ولكن لا بأس بإيجاز بعض ما ينبغي معرفته في جواب هذا السؤال:

١- طريقة الحكم في الإسلام تكلم عنها العلماء، إما ضمن مؤلفات العقيدة أو في مؤلفات مستقلة كالأحكام السلطانية للماوردي وغيره، وليس من اليسير شرح ذلك في مثل هذا الجواب.

٢- تحول الخلافة إلى ملكية -على حد قول السائل - لا علاقة له بطريقة الحكم في الإسلام، وإنما هو حدث تاريخي له أسبابه وملابساته.

٣- جواباً على سؤال كيف تحولت الخلافة إلى ملكية؟ أقول: بأن ذلك مبني على الفرق بين الخلافة والملكية، ويظهر لي أن السائل يعني بالخلافة أن يتم نصب الخليفة عن طريق الاختيار أو الترشح، والانتخابات من قبل أهل الحل والعقد، وأما الملكية فهي أن يكون الملك وراثياً من عائلة واحدة.

وإذا كان جواب مثل هذا السؤال -كما أشرت من قبل - هو على اعتباره حدثاً تاريخياً فينبغي الرجوع فيه إلى أهل التخصص في التاريخ الإسلامي، ومع ذلك فينبغي مراعاة النقاط التالية.

٤- قد يجترئ البعض على الصحابة - رضي الله عنهم- عند حديثه عن مثل هذه الموضوعات، وهذا لا يليق بالمسلم الذي يجب عليه اعتقاد عدالة الصحابة - رضي الله عنهم-، وأن يحمل ما صدر عنهم على الاجتهاد الذي لا يخرج عن الأجر أو الأجرين، ولذا إذا كان مثل هذا السؤال أو غيره لا فائدة منه ولا يترتب عليه كبير عمل، فلا حاجة له.

٥- في مقدمة ابن خلدون (ص٢٠٢) قال الفصل الثامن والعشرون في انقلاب الخلافة إلى الملك، فلعلك أن ترجع إليه؛ فلربما كان فيه بيان لبعض ما تريد، ومما قال ابن خلدون في هذا الفصل: ( ... وكذلك عهد معاوية -رضي الله عنه- إلى يزيد خوفاً من افتراق الكلمة بما كانت بنو أمية لم يرضوا تسليم الأمر إلى من سواهم، فلو قد عهد إلى غيره اختلفوا عليه، مع أن ظنهم كان به صالحاً، ولا يرتاب أحد في ذلك، ولا يظن بمعاوية -رضي الله عنه- غيره، فلم يكن ليعهد إليه وهو يعتقد ما كان عليه من الفسق حاشا لله لمعاوية من ذلك) ا. هـ.

٦- جاء في سنن أبي داود (٤٦٤٦) والترمذي (٢٢٢٦) ، وغيرهما عن سفينة -رضي الله عنه- مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك أو ملكه من يشاء"، وهذا الحديث مختلف. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>