عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
التصنيف الفهرسة/ المعاملات/الإجارة والجعالة
التاريخ ٢٢/٨/١٤٢٤هـ
السؤال
في الإجازة الصيفية يذهب كثير من الشباب إلى مكتب العمل للتوظيف في الصيف فقط، خاصة من كان يشكو من الفراغ أو يريد خبرة في الوظيفة أو لتحصيل المال وهو أغلب وأكبر الأسباب، وإذا راح الشاب إلى مكتب العمل يوجهونه إلى مؤسسة أو شركه معينة توظفه في الصيف، وإذا ذهب هناك إما أن يوظفوه أو يقولون له - تعال لنا آخر الشهر وأحيانا يعطونه الراتب - بدون أن يعمل عندهم حتى لو قال إنه يريد أن يعمل أي عمل عندهم فيقولون - ما عليك أنت إئتنا آخر الشهر ونعطيك الراتب - وذلك كله خوفاً من مكتب العمل، وربما لا يوجد مكان لكن فقط لتسجيل الأسماء عندهم، السؤال ما حكم أخذ هذا الراتب إذا لم يشتغل الإنسان أي شغل؟ كما قلت آنفا حتى لو قال لهم أريد أن أتوظف أي وظيفة فلا يلتفتون لطلبه، وهل إذا كان حراماً يجب التبليغ عنه؟
الجواب
إذا كان رب العمل في المؤسسة أو الشركة هو الذي يقول إئتنا آخر الشهر وخذ الراتب فلا شيء فيه، فهو تبرع منه لمن أرسلهم إليه مكتب العمل، والغالب أن صاحب العمل له مصلحة راجحة عنده ومربحة له، كأن يتلافى بهذا عقوبة تفرض عليه كغرامة من الدولة، أو تسهل له الحكومة بعض الإجراءات وتخفق عنه بعض الجزاءات؛ أو يرى أن مباشرة مثل هذا الطالب الذي ليست عنده خبرة ملحقة بعمله ضرراً أو نحو ذلك، ولنحسن الظن أن هذا الفعل مشاركة من المؤسسة أو الشركة في مساعدة الشباب مادياً، وإن كان الأفضل تشغيلهم للقضاء على الفراغ الذي يعانونه، ولإكسابهم خبرة وتعوداً على التعامل مع الحياة والناس، أما عن الحكم الشرعي فيما يعطونه فهو حلال لا شبهة فيه إن شاء الله، فهو تبرع باسم راتب شهري، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.