[كيف أتدبر القرآن وأثق بنفسي؟؟]
المجيب ناصر الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية / الثقة/بالنفس
التاريخ ٤-١٢-١٤٢٣
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
كيف نتدبر القرآن الكريم؟ كيف أثق بنفسي؛ لأنه ليس عندي ثقة بنفسي البتة؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يقول تعالى:"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"، فالمقصود من إنزال هذا الكتاب العظيم أن يتدبره الخلق ويعملوا بما دل عليه من هداية وإرشاد، وإن مما يعين على تدبر القرآن الكريم جملة أمور منها:
*يقرأه المؤمن على أكمل حالة وأهيئها، من حيث أن يقرأه في مكان مهيأ لذلك، وأن يكون على حال حسنة من طهارة ونظافة، وأن يكون خالي الذهن من الشواغل والصوارف التي تقطع الفكر وتشتت الذهن.
*إتقان تلاوته وترتيله، فأول ما يجب على المرء ليتدبر القرآن الكريم أن يحسن تلاوته وترتيله؛ لأن ذلك من الأسباب المعينة على تدبره، يقول تعالى: (ورتل القرآن ترتيلاً) .
*ومما يعين على حسن التدبر للقرآن الكريم فهم معانيه ومراميه، وذلك بالنظر في كتب التفسير ولا سيما المختصرة منها، واستصحابها عند تلاوة القرآن الكريم.
*ومن أبلغ ما يعين على التدبر أن يعرض المؤمن نفسه على كتاب ربه وينظر كيف هو مما جاء به القرآن، فإذا قرأ آية فيها أمر أو نهي نظر في حاله كيف هو مما دلت عليه الآية فإذا كان ممتثلاً لما دلت عليه فليحمد الله وليسأله التثبيت، وإن كان مقصراً فليتدارك نفسه، ومتى ما التزم ذلك في كل حاله مع القرآن الكريم كان حقاً قد جمع بين التدبر له والعلم به والعمل بما دل عليه، وتلك كانت طريقة السلف -رضي الله عنهم- من الصحابة ومن بعدهم في فهم القرآن وتدبره، يقول أبو عبد الرحمن السلمي:"حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم، قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً"، وفي الأثر من اتقى الله فيما يعلم أورثه الله علم ما لم يعلم.
أما عن السؤال حول الثقة بالنفس وكيفية بنائها:
فهذه بعض النصائح أقدمها للسائلة الكريمة في النقاط الآتية:
*تكمن المشكلة عند كثير ممن يشكون من التردد وعدم الثقة بالنفس في عدم وضوح الأهداف عندهم فيما يواجهونه من أمور الحياة مما يتطلب اتخاذ قرار ما أو تصرف معين، وتفهمك أختي السائلة لهذا الأمر يساعدك بشكل كبير في اكتساب الثقة ونزع التردد من نفسك لأن وضوح الهدف يساعد كثيراً على اتخاذ القرار بشكل صحيح، فعندما يواجهك أي موقف في الحياة يجب قبل أن تتخذي قراراً ما أن تنظري في أهدافك من القرار الذي تريدين اتخاذه، وكثرة التدرب على هذه الطريقة يكسبك منهجية منطقية في التفكير، وهذا يساعدك على اتخاذ القرار بثقة وبغير تردد.
*كثيراً ما يواجه المرء مواقف يصعب عليه اتخاذ قرار فيها لأنها تحتمل أكثر من رأي وقرار، وفي مثل هذه المواقف على المرء أن يأخذ بمبدأ الموازنة بين خير الخيرين وشر الشرين، فيوازن بين الأمرين فيأخذ بأكثرها خيراً ويدع أكثرها شراً.