للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ابني يضرب عن الطعام]

المجيب د. سلمان بن فهد العودة

المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/التعامل مع مشكلات الأولاد

التاريخ ١٤/٦/١٤٢٥هـ

السؤال

ابني يتأثر عندما أقوم بتأنيبه على خطأ وقع فيه، وقد يمتنع عن الطعام بسبب تأثره فما الحل؟.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يجب أن ألفت انتباهك إلى أن الاستشارة قصيرة، ولم يتضح فيها عدة استفسارات، كنوع التأنيب، والألفاظ المستخدمة فيه، ومتى تستخدم التأنيب، وهل لديك أبناء غيره؟ وترتيب الابن بينهم، وعمر هذا الابن.

ومما تجدر الإشارة إليه، إن تربية الأبناء والسمو بأخلاقياتهم إلى أعلى مستوى هو مراد كل الآباء والأمهات، ولكن كثيراً من الآباء والأمهات قد يفشلون في اتباع الأساليب التربوية، سواء الفكرية منها أو النفسية في التعامل مع أبنائهم، والتي قد تؤثر في شخصية الابن، وعلى هذا الأساس فلا بد من أن تدار عملية التأديب إدارة دقيقة جداً، باعتبار أن المسألة قد تؤثر في شخصية الابن، وقد تسبب لهذا الابن عقدة، فيفقد ثقته في نفسه، أو يتعقد من الناس الذين من حوله؛ بسبب الأسلوب الذي انطلق منهم، لذا يجب علينا ألا نتكلم مع الأبناء بالكلمات القاسية، كالسباب، والشتائم، والإهانة؛ إذ إن ذلك يؤثر سلباً على نفسياتهم وسلوكهم، وهناك بعض النقاط التي يستعان بها في تعديل السلوكيات الخاطئة لدى الأبناء:

١- تجنب الصراخ أثناء التأنيب؛ فالصراخ يعلم الصراخ، والحديث بالصوت الهادئ يعلم الهدوء واللباقة.

٢- وضح للابن السلوك الحسن والمقبول عند تأنيبه على السلوك الخاطئ.

٣- تجاهل الأخطاء الهامشية وغير المهمة في السلوك.

٤- لا تؤنب الابن على السلوك الطبيعي الذي يصدر في مثل سنه.

٥- الثبات والانتظام في تطبيق القواعد التأديبية.

٦- وجِّه الطفل بعطف ومودة، خاطبه كما تحب أن يخاطبك الناس، وتجنب التعنيف والاحتقار؛ فالطفل يتعلم من أسلوبك وألفاظك.

٧- يجب وقوع التأنيب حال وقوع الخطأ؛ فإن تأخير العقاب يقلل من فاعليته.

٨- ذكِّر الطفل في جملة واحدة بالقاعدة السلوكية التي تعاقبه على خرقها، وذكِّره بالسلوك المرغوب فيه.

٩- عامل الطفل بعد تأنيبه (بفترة كافية) بمحبة وثقة، ولا تعود للتعليق على الخطأ، وتذكيره بخطئه كل مرة.

١٠- وجِّه العقاب للسلوك الخاطئ لا للابن نفسه، وتجنب الإهانات والتعميم كـ (أنت لا تعمل صواباً أبداً، أو غيرها) .

١١- تعزيز السلوك الحسن، ابذل جهداً خاصاً في تتبع السلوك الحسن، وكافئه بنظرة حانية، وتربيتة على الكتف وكلمة طيبة.

١٢- من الأفضل استخدام أساليب عقابية تربوية لا تترك آثاراً نفسية في الطفل، كالحرمان والإقصاء.

أما بالنسبة لامتناع الابن عن الأكل فنرى أن تتجاهل هذا السلوك، وألا تشعره بأن ذلك يقلقك، وألا تحاول إقناعه واستعطافه للقيام بالأكل؛ لأن ذلك سوف يعزز من إصراره على ذلك، لاعتقاده بأن ذلك العمل وسيلة ضغط واحتجاج على تأنيبك له، ولكن لو أن هذه التوجيهات طبقت مع الابن تطبيقاً صحيحاً فإنه - بإذن الله- سوف يكف عن السلوك السيئ، ولن تكون له ردود أفعال سيئة كـ (الامتناع عن الأكل وغيره) ، وعليك بالتحلي بالصبر، وعدم استعجال النتائج، مع التذكير بأهمية التخاطب معه بطريقة عاطفية تستطيع توجيه سلوكه مع المحافظة على محبته وتقديره لك، حفظ الله لك النية والذرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>