علماء الحنفية يجعلون الخطبة قبل صلاة العيد، هل فعلهم صحيح؟
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
السنة أن تكون الخطبة بعد صلاة العيد، وإن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُصَلُّونَ الْعِيدَيْنِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ. متفق عليه: البخاري (٩٦٣) ومسلم (٨٨٨) . وروي عن ابن عباس، رضي الله عنهما- مثله. رواه البخاري (٩٦٢) ومسلم (٨٨٤) . قال في المغني:(إن خطبة العيدين بعد الصلاة لا نعلم فيه خلافًا بين المسلمين إلا عن بني أمية) . وروى طارق بن شهاب قال: قدَّم مروان الخطبة قبل الصلاة، فقام رجل فقال: خالفت السنة، كانت الخطبة بعد الصلاة. فقال مروان: تُرك ذاك يا أبا فلان. فقام أبو سعيد فقال: أما هذا المتكلم فقد قضى ما عليه. وساق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَن رأَى مِنكم مُنْكَرًا فَلْيُنْكِرْ بِيَدِهِ، فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيُنكرْهُ بِلِسَانِهِ، فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيُنْكِرْهُ بِقَلْبِهِ، وذلك أَضْعَفُ الإِيمانِ". رواه أبو داود الطيالسي (٢١٩٦) عن شعبة عن قيس عن طارق، ورواه مسلم في صحيحه (٤٩) ، ولفظه:"فَلْيُغَيِّرْهُ". وعلى هذا فمن خطب قبل الصلاة كمن لم يخطب؛ لأن الخطبة وقعت في غير محلها، علمًا أن الخطبة في صلاة العيدين سنة لا يجب حضورها ولا استماعها. والله أعلم.