هل من الجائز أن أقايض الله بأن أطلب منه شيئاً ويأخذ بالمقابل مني شيئاً آخر، مثل: الصحة؟
الجواب
اعلمي يا ابنتي أن فضل الله أوسع، وعطاءه وبره أكبر وأكثر، ورحمته وسعت كل شيء، فلا يقايض العبد ربه باستنزال المصائب، وتعجل البلاء، ولكن يستغفر ويعلم أن الله يغفر لكل تائب، ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره، وأنه يقبل دعوة عباده ويأمرهم أن يدعوه "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم"[غافر:٦٠] فهذا أمره وهذا وعده، وقوله الحق ووعده الصدق، وليس لله حاجة في تعذيب عباده إذا عبدوه وأخلصوا له:" ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليماً"[النساء:١٤٧] وعليكِ أن تسألي الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
وأذكرك بما رواه مسلم في صحيحه (٢٦٨٨) عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عاد رجلاً من المسلمين قد خَفَتَ، فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟ قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" سبحان الله لا تطيقه أولا تستطيعه، أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، قال: فدعا الله له فشفاه.