للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أيهما أفضل.. طلب العلم أم تربية النفس؟!]

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/قضايا التعليم

التاريخ ١٤/٤/١٤٢٣هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يوجد الكثير من الناس ممن يفرط في طلب العلم على تربية النفس وهناك من يفعل العكس فما توجيهكم لهؤلاء؟

الجواب

الأخ الكريم..

شكرا لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم "

لم يكن الإنسان أحسن حالاً ولا ألطف توجهاً ولا أحكم تصرفاً منه في حال الاعتدال في أموره كلها.

الاعتدال والتوازن أمران قام وتم عليهما خلق السماوات والأرض، وهما منهج الأنبياء والرسل أجمعين لم يدخلا في عمل إلا ويتم على أحسن وجه.

فالاعتدال والتوازن مطلوب منا جميعاً علماء ومربين، آباء وأمهات، كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً وعلى هذا فتوجيهي إليك أيها الأخ الكريم هو الوصية بالتوازن والاعتدال في طلب العلم وفي التربية النفسية وكلاهما أمران محمودان ...

ومن يرى في نفسه ميلاً لطلب عام من العلوم فالتوازن والاعتدال في حقه يكون بالتركيز على هذا الجانب اكثر من غيره ولا يعني هذا الإلغاء التام للعلوم الأخرى.

ومن يرى في نفسه الميل نحو العلوم النفسية والتربوية فإن التوازن في حقه والاعتدال هو التركيز على هذه العلوم مع عدم إغفال غيرها.

التركيز على الشيء الذي تميل النفس إليه أمر ضروري لمن يريد الإبداع في مجال معين إذ يستحيل أن يبدع الإنسان في نوعية معينة من العلوم مع حبّ ومتعة إن لم يكن لديه في الأصل ميلٌ نفسي إلى تلك النوعية من المعارف.

ولعل هذا ما يفسر الملل لدى الكثير من الشباب في طرقهم لأبواب العلوم وتركهم لها بسرعة قبل أن يكتمل مشوار طلبهم وتمكنهم من تلك العلوم.. إذا كان الأصل في سيرهم في تلك الاتجاهات إنما هو التقليد أو الحماس الغير مدروس أو القرار المتعجل. كفى بنا تخبطاً ولينظر كل واحد منا لنفسه وما يمكن أن يبدع فيه وليطرق بابه وليسلك سبيله.. أياً كان هذا الاتجاه ما دام أنه ليس في شيء محرم عندها ستعم الفائدة وسنتخلص من الازدواجية وقلة الثقة فيما تعلمناه..

وفقك الله للعلم النافع والمفيد..

<<  <  ج: ص:  >  >>