للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حزني عليها.. وخوفي من الموت!!]

المجيب أحمد بن علي المقبل

مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الخوف والرهاب

التاريخ ٧/١٢/١٤٢٢

السؤال

لا أريد سوى النصيحة.. توفيت والدتي أمامي ولم أنس ذلك المنظر حتى هذه الساعة علماً بأنه مضى أربع سنوات على وفاة والدتي مشكلتي أنني دائمة التفكير بالموت، وأخاف منه مع العلم أنني ولله الحمد على قدر من الاستقامة والصلاح والحمد لله تعالى.. أريد أن أحج هذه السنة لكن يطاردني شبح الموت الذي أفسد عليّ حياتي، وتركني أعيش في أركان بيتنا أفكر فيه وأشعر الخوف.. لا أريد الإطالة ما أريده فقط النصيحة العاجلة؛ لأنني حقاً أحتاجها؟

الجواب

أختي الكريمة أشكر لك ثقتك وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد.. أما استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:

أولاً: يا عزيزتي الموت حق وكلنا مؤمنون بذلك ونعرفه.. وندركه.. ولو كان أحد سيخلد.. لخلد أشرف الخلق عند الله نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه.. الذي ما فجعت الأمة بمثل فجيعتها يوم مات) إنك ميت وإنهم ميتون (.

ثانياً: ما تجدينه من حزن على والدتك التي توفيت أمامك هو شعور مفهوم.. وقد وجده الآلاف قبلك وبعدك ولكن الأمر الغريب أن تستمري على هذا الحزن حتى هذا اليوم..!! بل وتخافي من الموت.. وتكثري من التفكير فيه حتى يفسد عليك حياتك.. بل وأراه قد كاد أن يفسد عليك آخرتك!!

ثالثاً: أين الإيمان بالقضاء والقدر..؟! أين الاحتساب؟!! أين اليقين؟!! صدقيني - أختي الكريمة - كل ما تجدينه هو من الشيطان الرجيم الذي يسعى أخزاه الله وأذله إلى تعكير صفو حياة المؤمن.. وجعله عرضة للوساوس والأحزان.. وربما دفعه إلى اليأس والضيق بالحياة.. حتى تتداعى لديه الأحزان فينقبض..!! وربما أنهى حياته فأصبح مآله النار وهذا ما يتمناه إبليس قاتله الله.

رابعاً: أكثري أختي الكريمة من ذكر الله) ألا بذكر الله تطمئن القلوب (. وتذكري الجنة وما فيها من النعيم واستعدي لذلك بالإكثار من الأعمال الصالحة.. وأكثري من الدعاء لوالدتك رحمها الله وجمعكما بها ووالدينا وذرياتنا في الجنة.

خامساً: ربما كان ما تعانين منه من مقدمات الاكتئاب.. وهو الحزن العميق الذي قد يسيطر على المرء فيدفعه إلى العزلة وفقدان الحماس لأي شيء.. وربما تداعى الأمر إلى أخطر من ذلك.. فبادري فوراً للخروج من ذلك واحمدي الله على نعمه الظاهرة والباطنة، وشاركي الآخرين في مناسباتهم وأفراحهم.. وكوني إيجابية في حياتك، وأكثري من الدعاء بأن يوفقك الله ويعينك ويسهل أمرك، وتذكري حديث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب) . وقوله تعالى) فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين * ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا (.

سادساً: ابدئي منذ اللحظة: اعزمي على الحج، واذهبي إلى البيت الحرام، واسألي الله القبول، وتأكدي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك. رفعت الأقلام وجفت الصحف. مصداقاً للحديث الصحيح.. وأكثري من قراءة القرآن والأذكار والأوراد اليومية.. وتفاءلي بالخير تجديه.

وفقك الله وحماك من كل سوء، وسدد على طريق الخير والحق خطاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>