للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل يباهلونه؟]

المجيب د. عبد الوهاب بن ناصر الطريري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -سابقا-ً

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/مشكلات دعوية

التاريخ ٢١/١١/١٤٢٥هـ

السؤال

فضيلة الشيخ: حفظكم الله ورعاكم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

أنا شاب، أقوم بالدعوة إلى الله تعالى على ضوء المنهج السلفي في سريلانكا، وجنوب الهند، ويكون بين أيدينا داعية متحمس، وأعطاه الله قوة في لسانه يقنع الناس بها، ولكنه للأسف يقول في بعض الأحيان أقوالا، شاذة تخالف معتقد أهل السنة فإذا بينا خطأه لا يقبل إلا أنه يدعوننا دائما للمباهلة. وسؤالي: هل يجوز لنا شرعا أن نقوم بالمباهلة معه؟ وهل هناك أدلة وأمثلة للمباهلة مع المسلمين؟ أفيدونا مع المصادر بارك الله فيكم.

الجواب

أخي الكريم

ننصحك أولاً بالرفق مع هذا الداعية المتحمس، ومحاولة كسبه واستثمار مواهبه التي أشرت إلى شيء منها، وتوجيهه والتعاون معه في الأمر المشترك بينكما وأما الأمور التي بينك وبينه فيها اختلاف فإني أنصحكم بمحاولة إصلاحه بطريقة طويلة المدى هادئة تبدأ من الأساس، وليس بالمواجهة ولا بإثارة الخلافات كلما التقيتم، وليكن بينكم، كلام كثير في الأمر المتفق عليه، وكلام قليل في الأمر المختلف فيه.

ثالثاً: لا ننصحك بالمباهلة ولا الاستجابة لطلبه وإذا طلب منكم المباهلة فأخبروه أن المباهلة لم تقع في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا مرة واحدة بينه وبين النصارى، وأنتم مسلمون يجمعكم الإسلام ومحبة الخير بعضكم لبعض، ولا يصح أن يجرؤ أحد منكم على الآخر بأن يسأل الله أن يحل الله نقمته عليه، أو يصفه بالكذب، فإن حقيقة المباهلة هي الدعاء بنزول لعنة الله على الكاذبين، وأنتم بينكم الإسلام والرحمة ولا يتهم بعضكم بعضاً بالكذب حتى يستنزل عليه لعنة الله، وإنما يستنزل بعضكم لبعض رحمة الله وهدايته، فما اتفقتم فيه فتعاونوا عليه، وما اختلفتم فيه فتناقشوا فيه بهدوء، واسألوا الله لأنفسكم جميعاً الهداية والرحمة.

فأتمنى أن تشرح له معنى المباهلة قال تعالى: "...نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين" [آل عمران:٦١] فهل تقبل أن تحل علينا لعنة الله وأن نوصف بالكذب؟ أو نقبل أن تحل عليك لعنة الله ونصفك بالكذب؟ هذا لا يكون بين المسلمين أبداً، وإنما نسأل الله أن يهدينا وإياك فيما اختلف فيه من الحق بإذنه، وأن يهدينا جميعاً فيمن هدى، وأن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>