للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[إطالة الشعر]

المجيب عبد الله بن عبد الوهاب بن سردار

خطيب جامع العمودي بالمدينة النبوية

التصنيف الفهرسة/ العادات/الزينة

التاريخ ١١/٧/١٤٢٣هـ

السؤال

ما حكم إطالة الشعر؟ وهل هو سنة؟ وجزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

العمل يكون مستحباً مسنوناً إذا تحقق فيه شرطان:

الأول: أن تكون النية في العمل خالصة لله لا تشوبها أي شائبة.

الثاني: أن يكون العمل صواباً ورد به الدليل.

فهل إطالة الشعر أمر ورد به الدليل؟

الجواب: نعم، فقد قال أنس -رضي الله عنه-:"كان شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- يضرب منكبيه" رواه البخاري (٥٩٠١) ، ومسلم (٢٣٣٧) واللفظ له -رحمه الله-، ثم نسأل سؤالاً آخر: ما نية الذي يريد تطويل شعره؟ وما مقصده؟

فإن كانت نيته اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- والله يعلم ذلك منه- فقد تحقق فيه الشرطان، وأصبح عمله مسنوناً مستحباً ويؤجر عليه -إن شاء الله تعالى-.

وأما إن لم يقصد اتباع السنة بل قصد شيئاً من السوء، كأن يكون قد نوى تشبهاً ببعض الكافرين أو الفاجرين فعمله ليس مسنوناً بل هو عمل محرم شرعاً، وإن نوى التشبه بالنساء فعمله محرم أيضاً، وكذلك لو نوى تحسين صورته لجلب أعين النساء واستمالة قلوبهن فعمله محرم أيضاً.

وهناك حالة قد لا ينوي صاحبها اتباع السنة ولا ينوي شيئاً من السوء فيكون عمله مباحاً لا يثاب عليه ولا يأثم عليه.

وقبل أن أختم أذكر بالتنبيهات التالية:

الأول: لا ينبغي أن يكون المسلم حريصاً على السنن التي توافق هواه فقط دون غيرها من السنن، بل ينبغي الحرص على كل السنن.

الثاني: إذا كان المسلم في مكان تمنع أنظمته من تطويل الشعر فليلتزم بذلك ولا يخالف، مثل بعض الجهات العسكرية ومثل مدارس الطلاب.

الثالث: إذا كان تطويل شعر الأولاد يزيدهم حسناً ويسبب لهم الإيذاء من أهل السوء الذين يتتبعون الفتيان فالأحسن أن يمنعوا من تطويل الشعر إلى أن يبلغوا مبالغ الرجال.

الرابع: ينبغي على من ترك شعره طويلاً أن ينضبط بالضوابط الشرعية الأخرى مثل: تحريم القزع، واستحباب إكرام الشعر بتنظيفه وتطييبه، وغير ذلك من الضوابط.

أسأل الله أن يجعلك من الصالحين وأن يجمل خَلقك وخُلقك.

<<  <  ج: ص:  >  >>