للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا كانت الصغائر تكفّر فلِمَ التوبة منها؟

المجيب د. محمد بن عبد الله الخضيري

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الرقائق والأذكار/التوبة

التاريخ ١٤/١١/١٤٢٤هـ

السؤال

عرفت أن اللمم هي صغائر الذنوب، مثل: النظرة، والقبلة، واللمسة، وهذه الذنوب يغفرها الله ما اجتنبت الكبائر، فهل معنى ذلك أنه لا يعاقب العبد على فعل هذه الذنوب - حتى في الدنيا - إذا تاب منها ثم رجع لها مرة أخرى؟ وهكذا يتوب ويرجع ولا يجد العبد أي عقاب من الله على فعل هذه الذنوب؟

الجواب

تضافرت النصوص وتواترت من الكتاب والسنة في الدلالة على كون الأعمال الصالحة مكفرة للذنوب، مطهرة من المعاصي، قال تعالى: "إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ" [النساء: من الآية٣١] ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط" رواه مسلم (٢٥١) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتبت الكبائر" مسلم (٢٣٣) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، ودلت النصوص أيضاً أن ما يحصل للمسلم من الهموم والأحزان، والمصائب، والأمراض، والبلايا، ونقص الأموال، والأنفس والثمرات، تارة تكون رفعة للدرجات، وتارة تكون عقوبات على المعاصي الظاهرة، قال تعالى: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" [الشورى:٣٠] .

وعلى كل حال فالتوبة الصادقة المجتمعة لشروطها مع الاستغفار يمنع الله بها العقوبة عن الفرد وعن الأمة، قال تعالى: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" [الأنفال:٣٣] .

<<  <  ج: ص:  >  >>