رجل مسلم اهتدى بسببه كافر، ثم وقع هذا الرجل المسلم في الكفر، ثم تاب، هل يذهب أجر إسلام الكافر عنه؟
الجواب
الحمد لله، وبعد:
فإن الأجر والثواب أمر يتعلق بفضل الله -تعالى-، ثم هو أمر يتعلق بالغيب أيضاً، ولذا فلا حاجة للتعمق في السؤال عنه، بمعنى أن من عمل عملاً صالحاً رجاء ثواب الله فقد أدى السبب، ويبقى فضل الله -تعالى- الذي لا يحده البشر بمجرد اجتهاداتهم.
فالمرتد مثلاً إذا تاب ورجع إلى الإسلام وحسن إسلامه، فلا أحد يستطيع أن يقول لا ثواب لك على أعمالك الصالحة قبل الردة، ويجزم بذلك.
وعلى هذا فيرجى -إن شاء الله- لمن تاب أن تبقى له أعماله الصالحة، ومنها ما كان بسببه من إسلام كافر أو هداية ضال، صحيح أن بعض أهل العلم ذكر حبوط العمل، ورتبوا عليه أيضاً أن المرتد يعيد بعض العبادات التي كان قد فعلها قبل الردة لبطلانها بالردة، كالحج مثلاً ومن هؤلاء المالكية، ولكن خالفهم آخرون أيضاً فقالوا بعدم بطلانها، وأنه لا تلزم إعادتها سواء قيل ببطلان ثوابها أم لا، وأن الحبوط المطلق إنما يكون لمن مات على الردة والعياذ بالله، لأن الله تعالى علقه به في قوله سبحانه:"ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"[البقرة:٢١٧] .
ولكن مع ذلك كله فأرى أنه لا ينبغي الخوض في الثواب؛ لأنه لا يتعلق به حكم دنيوي وإنما أمره إلى الله، فيبقى الرجاء من الله سبحانه ألا يحيط ثواب أعمال هذا الشخص، ما دام قد تاب إلى الله ورجع، وفي هذا ترغيب له في الرجوع والتوبة بخلاف القول بحبوط ثوابه، والله تعالى أعلم.