للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[استقبال الإمام القبلة بعد السلام]

المجيب د. محمد بن حسين الجيزاني

عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية

كتاب الصلاة/الذكر بعد الصلاة

التاريخ ٥/٥/١٤٢٤هـ

السؤال

لدينا إمام غير راتب في المسجد من الإخوة العرب، بعد أن ينتهي من الصلاة يستدير جهة المأمومين يسبح ويهلل، ثم بعد حوالي أربع دقائق يستدير مرة أخرى جهة القبلة ـ وهو لا يزال في المحراب ـ ليدعو بصوت غير مسموع وبدون رفع يديه ـ وهو مداوم على هذا التصرف ـ هل تصرفه له أثر في السنة الشريفة. أم أنه نوع من البدعة، وجزاكم الله خيرا.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقد ورد عن أبي أمامة - رضي الله عنه- قال: قيل" يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أي الدعاء أسمع قال: "جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات" رواه الترمذي (٣٤٩٩) وغيره، كما ورد فعل ذلك عن الصحابة - رضي الله عنهم -.

وما يفعله هذا الإمام غير الراتب لا يدخل تحت البدعة حتى ولو داوم عليه، لأن هذا ما وردت به السنة.

لكن متى كان هذا الفاعل رجلاً مرموقاً بين الناس وهو محل للاقتداء، وكان يفعل ذلك أمام الناس وبحضرتهم وعلى صورة مستمرة خشي أن يظن بعض الجهال والعوام أن ذلك من الأمور الواجبة بعد الصلاة وأنه لا يسع المصلي تركه.

فمن هذه الجهة وسداً لذريعة الاعتقاد الخاطئ ودرءاً للبس يحسن لهذا الفاعل أن يترك الدعاء أحياناً، وهذا من باب الفقه في الدين، والاحتياط في بيان هذه الشريعة.

ولهذا الباب أعني سد الذرائع أصل في فعل السلف، فقد كان بعض الصحابة - رضي الله عنهم - يترك الأضحية مع قدرته عليها خشية أن يظن الناس أنها واجبة.

أما الدعاء جماعة؛ بحيث إن الإمام يدعو ويؤمن المأمومون على دعائه، يداومون على ذلك، فهذا الفعل بدعة قطعاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>