للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفتيات والتعلق القلبي]

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الإعجاب والتعلق

التاريخ ٢٥-٩-١٤٢٣

السؤال

أيها الفضلاء في موقع الإسلام اليوم

أنا من أسرة محافظة حصل بيني وبين إحدى قريباتي شيء من التعلق الذي لا يرضاه الله وهي إنسانة ملتزمة ومتزوجة وذات عقل وأحترمها كثيراً بل قد أصبحت هي ملاذاً لي في هذه الدنيا أبث إليها همومي. ولكن المشكلة أنني بدأت أرى منها بعض الحركات الغريبة مثل الحديث العاطفي الشديد والضم وغير ذلك. نفسي أجد راحة في ذلك ولكني أعود وأستغفر الله ثم ما تلبث نفسي أن تعاودني عند رؤيتها. أريد التفسير لمثل هذه التصرفات

الجواب

الأخت الكريمة ...

شكراً لثقتك واتصالك بنا في "موقع الإسلام اليوم"

مع الأسف أصبح أمور التعلق بين الفتيات بعضهم مع البعض لكثرته يشغل بال العديد من الداعيات والمستبصرات بأمور النساء وخاصة فيما يتعلق بالطالبات في المدارس والجامعات.

التعلق القلبي هذا أول ما ينشأ هو عبارة عن علاقة راحة قلبية تجدها الفتاة تجاه فتاة أخرى، هذه الراحة غالباً ما يكون منشأها إما وسامة وجمال ظاهري أو حسن في المظهر والملبس وأناقة أو في طريقة الكلام ووجود أدب جم يأسر المشاهدين، إلى هذا الحد والأمر يبدو عادياً ولا يحتوى على أية مشكلة. لكن للأسف حينما يتواصل هذا الأمر وتتمادى الفتاة بالتفكير بالفتاة الأخرى يتحول إلى هيام وعجب ومن نتائج ذلك وهي النتيجة الحتمية لمن هم في سن الشباب أن تتطور الأمور إلى حب شهواني من غير ما تشعر الفتاة بذلك إلا أنه يبقى أمراً ملحاً عليها يجذب قلبها وروحها إليه فلا تسكن حتى يحصل لها المراد من الضم والعناق والالتصاق بتلك الفتاة. إنه بكل تأكيد مرض بل ومعصية توجب غضب الله ولا أظن ذلك خافياً على من يمارس مثل هذه الأعمال الشاذة.

ولكن الذي قد يخفى هو السبب لهذه الأعمال وهذه المشاعر ولعلّي أختصر ذلك وأوجزه في سببين رئيسين هما:

أولاً:- التمادي والاستمرار في تقبل مثل هذه المشاعر. فلو قطعت الفتاة خيط هذه المشاعر مباشرة ولم تعط نفسها الحق في الاستمرار أول الأمر لانقطع هذا الإحساس لديها ولكان يسيراً عليها التخلص منه. ولكنه للأسف أن الكثير من الناس يتمادى ويستمر في استشعار مثل هذه الأحاسيس والتفكير بها حتى تصبح مرضاً يصعب التخلص منه بل يصبح حاله كالذي يشرب الماء المالح كلما شرب زاد عطشه.

ثانياً:- أن الولوج في مثل هذه الأمراض العاطفية ناتج عن غيابه مشاعر الثقة بالنفس وفقدان العاطفة السليمة من قبل الوالدين والأهل تجاه هذا الإنسان فيظل يبحث عن إنسان آخر يجد لديه ما افتقدته من عاطفة جياشة فتهواه نفسه ثم ما تلبث أن تتطور حتى تصبح عشقاً وهياماً ثم مرضاً يصعب الفكاك منه.

يجب أن تدركي أيتها الأخت الكريمة أن النهاية لمثل هذا الأمر هي نهاية مؤلمة حقاً صدقيني ولذلك فالعاقل إذا عرف أن النهاية ليست في صالحة فإنه يقلع من أول الطريق فهو أسلم وأصلح.

رزقك الله الصلاح والتقى وحرسك من السوء وأهله،،،

<<  <  ج: ص:  >  >>