الأول: هل لعقوبة السجن أصل شرعي، وهل سبق تطبيقها في أيام الرسول-صلى الله عليه وسلم- وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم؟. الثاني: قرر العلماء أن من حق السجين أن تزوره زوجته في فترات محددة، وان تهيئ لهما إدارة السجن ما يسمح لهما بممارسة الجماع، وأن هذا حق شرعي للزوج وللزوجة لا يجوز حرمان السجين منه ولو بالعقوبة؛ فهل هذا صحيح؟
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نعم عقوبة السجن لها أصل شرعي، فقد حبس النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمامة بن أثال الحنفي-رضي الله عنه- في المسجد ثلاثة أيام، وربطه في سارية من سواري المسجد، كما في صحيح البخاري (٤٦٢) ، وصحيح مسلم (١٧٦٤) . كما اشترى عمر -رضي الله عنه- دار صفوان بن أمية في مكة واتخذها سجناً، انظر أخبار مكة للفاكهي (٢٠٧٦) ، وسنن البيهقي ٦/٣٤، وقد سجن أولاد علي -رضي الله عنهم- قاتل أبيهم عبد الرحمن بن ملجم حتى قتل، ومن حق السجين أن تزوره زوجته في السجن متى تيسر ذلك وكان المكان مناسباً، وهذا هو المعمول به في سجون المملكة العربية السعودية. والله أعلم.