أخ مصري مسلم، كان له زميل دراسة نصراني من المرحلة الابتدائية إلى الجامعة، وكان على صلة طيبة به، وبعد أن منّ الله على هذا الأخ بالتوجه الطيب للدين، قام بهجر ذلك النصراني وقطعه، بل وأساء له في المعاملة بحجة الحديث الذي معناه (فاضطروهم إلى أضيق السبل) ولكن هذا النصراني لا زال يعامل هذا المسلم بالجميل، فبماذا تنصحون الأخ؟
الجواب
المنهي عنه في علاقة المسلم بالكافر إنما هو الموالاة من دون المؤمنين.
أما الإحسان إلى غير المحاربين منهم ومعاملتهم بالعدل، وإنصافهم، وأداء حقوقهم فليس بمنهي عنه، بل هو داخل في عموم أمر المسلمين بهذه الخصال، وقد يكون الكافر قريباً، فيثبت له حق القرابة، وقد يكون جاراً فيثبت له حق الجوار، وكل ذلك في حدود الشرع، والدليل على ما تقدم قوله -تبارك وتعالى- في سورة الممتحنة:((لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون)) وبناء على هذا فإن الأخ ينصح بأن يعامل صديقه النصراني بالجميل ويكافئه بالمعروف، ويحسن إليه لعل الله أن يهديه ويشرح صدره للإسلام، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة، حيث عاد يهودياً في مرض موته ودعاه للإسلام، فكتب الله له الفوز بقبوله دعوة الرسول -عليه الصلاة والسلام- وبالله التوفيق.