للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[طفلة لا تنام وتشعر بالخوف]

المجيب فهد بن أحمد الأحمد

مشرف في وحدة الخدمات الإرشادية بوزارة التربية والتعليم.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/التعامل مع مشكلات الأولاد

التاريخ ١٩/٠٩/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشكلة عند ابنة شقيقتي، وهي طفلة في السابعة تقريباً، انطوائية كثيراً, ذكية, حساسة جداً، بدأت المشكلة قبل أشهر بأنها أصبحت لا تنام في الليل، وتشعر بالخوف، تطرح أسئلة غريبة مثل: إذا جاء اليهود وقتلوك يا ماما، وقتلوا أبي أين نذهب؟ وأسئلة أخرى غريبة، طبعًا يحاول والداها تطمينها، لكن المشكلة الكبرى أنها لا تنام في الليل، هم يعيشون في منطقة ريفية، بيت مستقل يشاركها إخوة أصغر منها، وجدتها لأبيها، آمل أن ترشدونا لكيفية معالجة المشكلة والتعامل معها. وجزاكم الله خيراً ونفع بكم.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أخي الفاضل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أخي الكريم: إن الخوف حالة شعورية وجدانية يصاحبها انفعال نفسي وبدني ينتاب الطفل عندما يتسبَّب مؤثر خارجي في إحساسه بالخطر، وقد ينبعث من داخل الطفل، وهو حالة طبعية تشعر بها كل الكائنات الحية، ويظهر في أشكال كثيرة متفاوتة بين الحذر والحيطة إلى الهلع والفزع والرعب، وكلما كانت درجة الخوف في الحدود المعقولة كان الإنسان طبعياً، ويمكنه التحكم في انفعاله، ولكن حينما يشعر الطفل -وخاصة بعد سن السادسة- بخوف من أشياء لا تمثل خطراً حقيقياً، فإن هذا الخوف يعد خوفاً مرضياً، ويحتاج إلى علاج نفسي ... ما تقدم نبذة مختصرة عن الخوف، وما تعيشه بنت شقيقتك إنما هو خوف نشأ من مصدر، أو مؤثر خارجي ساعد على زرع الخوف المرضي داخلها، وأرسل لها صوراً مؤثرة رسخت في العقل الباطن لديها، مما جعلها تعيش في خوف مستمر، وقد تكون تلك الرسائل أرسلت بقصد أو بدون قصد من خلال القصص حول وضع فلسطين وأطفالها ونسائها ورجالها مع اليهود المغتصبين، وما يتعرضون له من قتل وتشريد. نسأل الله -تعالى- لهم النصر القريب، وبما أن ابنة أختك ذكية وحساسة جداً فإن تلك الصفات ساعدت على أن يكون إدراكها للواقع أفضل وأسرع من الأطفال الأقل ذكاءً؛ لأن الطفل الذكي أكثر حذراً لقدرته وإمكاناته التي تؤهله لتوقع الأخطار وسرعته في الوعي بها، وقدرته على التمييز بين الأخطار الحقيقية والوهمية.

وإليك أفضل الطرق المناسبة التي قد تكون عوناً لمواجهة مشكلتها، آملاً من الله - عز وجل- أن تجد فيها الخير:

أولاً: مساعدة الطفلة للاندماج مع غيرها من الأطفال، وعدم تركها تعيش داخل ذاتها، أي أنها تستقبل ولا ترسل، لأن ذلك مدعاة لأن تترسخ داخلها صوراً سلبية، وتظهر على سلوكياتها كطفلة هادئة توضع كنموذجاً لغيرها مما يرسخ لديها الانطوائية، فأهمية إشراكها مع الأطفال وتنمية روح الجماعة داخلها مهم جداً، فضروري جداً مساعدتها على الذهاب للمناسبات الاجتماعية ومدن الترفيه- ولو كان شهرياً-.

<<  <  ج: ص:  >  >>