للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مبالغة المأمومين في الجهر بالصلاة على النبي في خطبة الجمعة]

المجيب د. محمد بن عبد العزيز المبارك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

كتاب الصلاة/صلاة الجمعة

التاريخ ١٩/١٠/١٤٢٦هـ

السؤال

عندنا شيخ خطيب عندما يخطب للجمعة، ويذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- يقوم بعض الأشخاص بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بصوت مرتفع أي مسموع، فيقول: (صلِّ على النبي بقلبك، ولا ترفع صوتك؛ لأن أجر جمعتك سيذهب) ، وفي بعض المرات عنَّف شخصاً؛ لأنه صلى على النبي عدة مرات، وبعد صلاة الجمعة تم التحدث مع الشيخ بأن أسلوبه كان عنيفاً مع الشخص, فقال: هل حدث مثل هذا في عهد الصحابة؟! وحتى في آخر الخطبة عندما يقول الدعاء، يقول: لا ترفع يديك، وقل آمين بقلبك ولا ترفع صوتك.

أفيدونا بالدليل الواضح جزاكم الله عنا كل خير.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. وبعد:

فيشرع لمستمع الخطبة أن يؤمِّن على دعاء الخطيب بلا رفع صوت، ومن ذلك: الصلاة على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-، أما المبالغة برفع الصوت بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- عند قراءة الخطيب: (إن الله وملائكته يصلون على النبي) ، أو رفع الصوت في أثناء الخطبة باسم الله -تعالى- أو نحو ذلك من الذكْر فأمر غير مشروع ولا أصل له، بل هو مخالف لمقصود الشرع من وجوه:

الوجه الأول: أن في ذلك رفعاً للصوت بالدعاء، وهذا خلاف المشروع، قال الله تعالى: "ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين" [الأعراف:٥٥] ، قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى-: (الاعتداء في الدعاء على وجوه منها: الجهر الكثير والصياح) . وقال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: (قال ابن جريج: يكره رفع الصوت والنداء والصياح في الدعاء، ويؤمر بالتضرع والاستكانة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>