التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/وسائل الدعوة وأهدافها
التاريخ ١٣/٧/١٤٢٥هـ
السؤال
أريد توضيح القول في وسائل الدعوة الحديثة ومدى شرعيتها.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
أشكر الأخ السائل على سؤاله الذي يوحي بأنه يحمل هم الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى-، وأسأل الله لنا وله التوفيق لكل خير، وأبشره ببشرى الله للدعاة بقوله:"ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين".
أما ما يتعلق بوسائل الدعوة الحديثة ومدى شرعيتها فأقول -وبالله التوفيق- إن الإسلام لم يجعل وسائل الدعوة أمراً محدداً لا يمكن تجاوزه، بل جاء بالإطار العام لمنهج الدعوة ووسائلها بقوله سبحانه وتعالى:"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"، فالمطلوب في الدعوة هو الحكمة، ومنها الحكمة في استخدام الوسيلة المناسبة، ومن المعلوم أن الزمن يتغير، والوسائل تتنوع، فعلى سبيل المثال بينما كانت الكتب قديماً تنسخ باليد على الجلود أو أوراق الشجر، ولا ينتج من ذلك إلا نسخ قليلة، أصبحت بعد ذلك تطبع بالمطابع على الورق، وينتج منها الكثير جداً ليصل للمستفيدين، ثم تطور الأمر إلى أن ظهرت الكتب على الأقراص المدمجة، ومثل ذلك يقال في شأن المراسلات والاتصالات ووسائل المواصلات.
ووسائل الدعوة شأنها كذلك، بينما كان الداعية لا يصل بدعوته إلا إلى أناس محدودين، وربما في بقعة واحدة، أصبح اليوم أفضل -بفضل الله سبحانه وتعالى- بإمكانه أن يصل إلى الآلاف من البشر وربما الملايين لما ظهرت هذه الوسائل الحديثة، والتي ظهرت واخترعت ليس من أجل الدعوة، ولكن لمصالح أخرى حسب نوايا مصنعيها، وربما يكون بعضها ظهر أصلاً لمعارضة الدعوة.
فأقول: إن الجدير بالدعاة ألا يقفوا جامدين إزاء هذه الوسائل، فهي سلاح ذو حدين، فللأسف أن أهل الشر يستفيدون منها أكثر في نشر باطلهم، لذا فإن على الدعاة أن ينتفعوا من هذه الوسائل العالمية التي أصبحت في هذا الزمان هي وسيلة الاتصال بين العالم.
والوسائل الدعوية الحديثة كثيرة جداً لا تحصر، ولقد ذكرت بعض المواقع التي تهتم بالدعوة على الإنترنت المئات منها، فأحيل السائل إليها لمعرفة تفاصيل هذه الوسائل، ومن هذه المواقع على سبيل المثال:(صيد الفوائد - أفكار دعوية) .