للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل نيتها للصوم منسحبة على كل الأيام؟]

المجيب أ. د. سليمان بن فهد العيسى

أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

كتاب الصيام/شروط الصيام

التاريخ ١٨/١٠/١٤٢٦هـ

السؤال

امرأة تصوم القضاء في شوال، ونوت ألا تقطع صيامها حتى تقضي ما عليها، وكانت في كل ليلة إذا تسحَّرت تنوي أنه لصيام يوم غد، وإذا نسيت أن تنوي بالعَشاء (السحور) تنوي قبل نومها في نفسها، لكنها في يوم تناولت وجبة العشاء ولم تنو نسياناً منها، ولم تنو قبل نومها، فهل نيتها التي نوتها من قبل صالحة، وهي أن تكمل القضاء ولا تقطعه.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

فالعلماء - رحمهم الله- ذكروا أنه يجب تعيين النية من الليل لصوم رمضان أو قضائه، أو نذر، أو كفارة، فمن لم يُبيِّت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له.

والمرأة السائلة ذكرت أنها نوت ألا تقطع صيام قضائها حتى تنهيه، وأنها إذا أكلت العشاء تنوي أنه لصيام غد، لكنها في يوم أكلت ولم تنو شيئاً.

فنقول: الذي يظهر لي - والله أعلم- صحة صومها قضاءً؛ لأن عشاءها -والذي سمته سحوراً- إنما هو عشاء من يريد الصوم، بل قد سمته سحوراً، والسحور إنما هو لمن يريد الصيام، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-: (هو حين يتعشى، يتعشى عشاء من يريد الصوم، ولهذا يُفرق بين عشاء ليلة العيد، وعشاء ليالي رمضان، وهذا معنى قولهم: ويكفي في النية الأكل والشرب بنية الصوم. انتهى كلامه رحمه الله. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>