للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رشوة مقابل تملك الأرض]

المجيب د. سليمان بن وائل التويجري

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

التصنيف الفهرسة/ المعاملات/الرشوة والغش والتدليس

التاريخ ٧/٠٧/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

تعرفت على رجل وساعدته في موضوع معين، وبعد ذلك أتاني يعرض علي خدماته ويلح بذلك، فقلت له: إن زوج عمتي، وابنه عندهم أوراق في وزارة الإسكان، ونريد أن تساعدهم في استخراج قطعتي أرض مستحقة لهم في الوزارة، فأخذ (الإيصالات) ، واتصل بأحد الأشخاص هناك، وأعطاه أرقام (الإيصالات) ، وقال إن الشخص يريد مالاً مقابل ذلك، يعني (رشوة) ، فقلت له: هذا رشوة، ونصحته بالإقلاع عن ذلك، ولكن الرجل الثاني قد سعى في الأمر حتى منح عمي وابنه الأرض وصارت بين هذا الرجل والذي يريد مساعدتي مشاحنات بخصوصي؛ لأنه يريد مالاً مقابل الخدمة التي قام بها، فقلت للذي يريد مساعدتي أن يقول له: لن أعطيه أي مبلغ؛ لأنها ستكون رشوة, والأرض الآن قد خرجت باسم عمي وابنه، وضروري أن نذهب لاستلامها، فهل تعتبر حلالاً أم حرامًا، وأيضًا: هل لو أعطاني عمي إحدى هاتين القطعتين من الأرض آخذها، أم ماذا؟ أفتونا بارك الله لكم؟

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

إن ما يدفع رشوة عمل لا يجوز، وما قام به هذا الإنسان من تحصيل حق كان متعثرًا في إدارة حكومية، فوصل صاحب الحق إلى حقه، فهذا حقه ولا يلزمه أن يدفع رشوة؛ لأن الرشوة عمل محرم، ووصول الحق إلى مستحقه عمل سائغ، ومشروع لا يترتب على ذلك مقابل ولا عوض، وهذه الأرض التي خرجت باسم هذين الشخصين فإنها حق لهما شرعي، ولهما أن يتصرفا بها التصرف التام من بيع أو هبة لك أو لغيرك، فهو ملكهم وحقهم، وبالله التوفيق.

وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى أن الرشوة حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، بحديث فيه تغليظ، قال فيه: "لعَن اللهُ الرَّاشِي والمُرْتَشِي والرَّائِشَ". أخرجه أحمد (٢٢٣٩٩) والطبراني (١٤١٥) . وهذا اللعن للثلاثة للتنفير من هذا العمل، واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، فلا يجوز للإنسان أن يدخل في مثل هذه الأمور، لأن هذا يجعل الرشوة من كبائر الذنوب، ولا يجوز للإنسان أن يتهاون في هذا الأمر، ونسأل الله سبحانه وتعالى- للجميع التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>