للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القنوت في النوازل]

المجيب د. علي بن بخيت الزهراني

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

كتاب الصلاة/ صلاة التطوع/الوتر والقنوت

التاريخ ١٧/١/١٤٢٤هـ

السؤال

هل يجوز الدعاء في القنوت على مطلق النصارى أم نحدد النصارى الظالمين، أو المحاربين، أو الحاقدين، أو غير ذلك؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين، وبعد:

يجوز الدعاء على مطلق النصارى؛ لقوله -تعالى-:"لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ... ".

قال أبو عبد الله القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) بعد هذه الآية (٦/١٨٧) :"فيه مسألة واحدة: وهي جواز لعن الكافرين ... ".

وقد جاء في الكتاب العزيز: لعن الكافرين والمشركين والدعاء عليهم ...

والذي يستحب هو الدعاء على الكافرين المعتدين والظالمين والمحاربين في القنوت عند النوازل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في (مجموع الفتاوى ٨/٣٣٥) :"والدعاء على جنس الظالمين الكفار مشروع مأمور به، وشرع القنوت والدعاء للمؤمنين، والدعاء على الكافرين".

وقال في موضع آخر (٢١/١٥٤) :"وأما الدعاء على أهل الكتاب ... فهذا منقول عن عمر بن الخطاب أنه كان يدعو به في المكتوبة، وهو موافق لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... ".

وقال في موضع آخر (٢٢/٢٧١) :"وينبغي للقانت أن يدعو عند كل نازلة بالدعاء المناسب لتلك النازلة، وإذا سمى من يدعو لهم من المؤمنين، ومن يدعو عليهم من الكافرين المحاربين كان ذلك حسناً".

وقال في موضع آخر (٢٢/٣٧٣) :"وكذلك المأثور عن الصحابة مثل: عمر، وعلي، وغيرهما -رضي الله عنهم- هو: القنوت العارض قنوت النوازل، ودعاء عمر فيه، وهو قوله:"اللهم عذب كفرة أهل الكتاب ... إلخ، يقتضي أنه دعا به عند قتاله للنصارى".

<<  <  ج: ص:  >  >>