للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذه العلة -وهي عدم النقل- قال بعض الفقهاء:"ويكره تكرار الفاتحة" وإن كان لا على سبيل التعبد، ولكن لفوات وصف مستحب فالظاهر جواز ذلك، مثل: أن يكررها لتوهم خلل في المرة الأولى، كما صرح بذلك الشيخ عبد الرحمن بن قاسم -رحمه الله- في (حاشية الروض المربع ٢/١٠١) أو أن يكررها؛ لأنه نسي فقرأها سراً في حال يشرع فيها الجهر، كما يقع لبعض الأئمة -أحياناً- فلا بأس أن يعيدها من الأول استدراكاً لما فات من مشروعية الجهر، وكذلك الحكم لو قرأها في غير استحضار وأراد أن يكررها ليحضر قلبه في القراءة التالية، فإن هذا تكرار لشيء مقصود شرعاً وهو حضور القلب، لكن إن خشي أن ينفتح عليه باب الوسواس فلا يكرر لئلا يقع في المكروه، ويشدد فيشدد الله عليه، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-:"هلك المتنطعون" أخرجه مسلم في صحيحه (٢٦٧٠) ، وأحيل السائل الكريم على كلام نحو هذا لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- في (الشرح الممتع ٣/٣٣١-٣٣٢) ، والله -تعالى- أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>