للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مطلقة ... وتخاف من الزواج مرة أخرى]

المجيب د. طارق بن عبد الرحمن الحواس

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بالأحساء.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/تأخر الزواج وعقباته

التاريخ ٦/١٢/١٤٢٤هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تزوجت منذ حوالي سبع سنوات ممن لم يتق الله فيّ، ثم طلقت بعد عام ونصف، ومررت بتجربة غاية في القسوة لا أزال أعاني منها حتى الآن؛ نظراً لأخلاق طليقي وعدم التزامه الخلقي والديني - هدانا الله وإياه وسائر المسلمين، والحمد لله على كل حال- فأنا بخير وأحاول قدر استطاعتي الالتزام بطاعة الله - تعالى- نسأل الله لنا ولكم الثبات.

المشكلة في أنه يتقدم لي الكثير للزواج، البعض يعلم بطلاقي ويكون لديهم أبناء وأنا -ولله الحمد - لم أرزق بأبناء من زوجي السابق، والبعض الآخر ربما لا يعلم وأشعر بحرج بل بخوف إذا أخبرتهم بسابق زواجي، فيرفضون فأحرج؛ لذا فأنا أرفض بدون إبداء أي أسباب، ومنذ عدة أيام تقدم لي رجل ملتزم، لديه ثلاثة أبناء حديث الطلاق، ويكبرني بعشر أعوام وربما أكثر، ويعيش في أمريكا، وقد رفضته لشعوري أنه غير كفء، ولكني أخاف أن أكون قد رفضت من يُرضَى دينه وخلقه، وأخشى غضب ربي، خاصة وأني أتمنى أن يرزقني الله زوجاً صالحاً. فهل أخطأت في ذلك؟.

الجواب

الأخت مسلمة: - سلمها الله- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فنشكر لك مراسلتك لنا على موقع الإسلام اليوم، ونرجو الله أن تجدي منا النفع والفائدة: والجواب على ما سألت كالتالي: لا شك أن رد الرجل الذي يُرضَى دينه وأمانته فيه مخالفة شرعية؛ بل قد يعقب الرد عقوبة إلهية؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم- كما في الترمذي (١٠٨٥) بسند حسن عن أبي حاتم المزني - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه؛ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "، وفي رواية: "وفساد عريض"، قالوا: يا رسول الله: وإن كان فيه؟ قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه"، قالها ثلاث مرات والرواية الأخرى عند الترمذي (١٠٨٤) وابن ماجة (١٩٦٧) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه-، فإذا كان الرجل - كما تقولين في سؤالك - ملتزماً أي مستقيماً، ولا يعاب عليه في دين أو خلق فتوكلي على الله وتزوجيه، تُؤتي بركة الاستجابة لله والرسول - صلى الله عليه وسلم-، وأما خوفك بإخبار من تقدم لك بزواجك السابق ففي غير محله، وليس بالضرورة أن يخبر بالسبب، ويكفيك أن تقولي: لم نتوافق فيما بيننا، أو لم يكتب الله العشرة بيننا، وليس في زواج المرأة من أحد ثم طلاقها منه عيباً أو عاراً يُستحى منه، فلست أول من طلقت من النساء، ولن تكوني آخرهن، وهو أمر -أي الطلاق- مأذون فيه شرعاً، حينما تستحيل العشرة الطيبة بين الزوجين، ومن ثم لا إشكال البتة من الإخبار به، فتمالكي، وكوني أكثر ثقة في نفسك، وتوكلي على الله، والله معك ولن يترك عملك، ونرجو الله لك التوفيق والسداد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>