للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كتاب (تنبيه الغافلين)]

المجيب د. رياض بن محمد المسيميري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ السيرة والتاريخ والتراجم/التراجم والسير

التاريخ ٢٢/١٢/١٤٢٢

السؤال

أحد جيراننا يقرأ كتاباً اسمه (تنبيه الغافلين في بستان العارفين) لشيخ يدعى نصر بن محمد إبراهيم السمرقندي، سألته عما يحويه هذا الكتاب، فقال:

٠١ إن هذا الكتاب كتاب جيد، حيث يذكر الكتاب أن وجود العنكبوت في البيت يجلب الفقر.

٠٢ إن فصوص العقيق تجلب الرزق.

فقلت: يا أخي اتق الله، فالله بيده الرزق والغنى والفقر، وهناك الكثير من الخزعبلات التي لم يذكرها لي، فهل من كلمة يوجهها فضيلة الشيخ لعلّي أوصلها له، فيعود إلى رشده؟

الجواب

كتاب (تنبيه الغافلين) صنّفه أبو الليث السمرقندي، قال عنه الذهبي في (السير ١٦/٣٢٢) :" الإمام الفقيه المحدث الزاهد، أبو الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي، الحنفي.

صاحب كتاب (تنبيه الغافلين) وله كتاب (الفتاوى) ، وتروج عليه الأحاديث الموضوعة. ت ٣٧٥هـ". ا. هـ وقال في (تاريخ الإسلام حوادث ٣٥١-٣٨٠) :" وفي كتاب (تنبيه الغافلين) موضوعات كثيرة " يعني: أحاديث قلت: وهو صاحب التفسير المعروف والمشهور باسمه، وله كتب كثيرة ذكرها البغدادي في (هدية العارفين ٦/٤٩٠ طبعة دار الفكر) "، وقال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في (ردِّه على البكري ص ١٥) ضمن كلامه عن جمهور مصنفي السير والأخبار: " فهؤلاء لا يعرفون الصحيح من السقيم ولا لهم خبرة بالنَّقلة (أي: الرواة) ، بل يجمعون فيما يروون بين الصحيح والضعيف ولا يميزون بينها" ا. هـ.

والكتاب المذكور لم أقف عليه، لكن قد ذكره أبو الفضل الغماري في (الحاوي ٣/٤) ، فقال: " وكتاب (تنبيه الغافلين) يشتمل على أحاديث ضعيفة وموضوعة فلا ينبغي قراءته للعامة"، وانظر: (كتب حذر منها العلماء) لمشهور بن حسن، و (تحذير الخواص) للسيوطي فإنهما نافعان في هذا الباب، أعني: في باب بيان خطورة بعض المؤلفات، وتخبطات كثير من المؤلفين والقُصَّاص.

وأنصحك أيها الأخ الكريم أن تدعو صاحبك بالحكمة واللين، وتبين له أن العلم - طلباً وأداءً - أمانة، وأن ترويج الشركيات والبدع والخرافات والأباطيل غش وخيانة للنفس والناس، وأن تدله على البديل النافع لهذا الكتاب وهي الكتب المفيدة الموثوقة مثل: رياض الصالحين للنووي، والوابل الصيب، والجواب الكافي لابن القيم، ومختصر البخاري للزبيدي، ومختصر مسلم للمنذري ونحوها، فإن استجاب -فالحمد لله-، وإلا فقد أعذرت إلى الله، والله يحفظك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>