ما هي صفة مارية القبطية في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد إنجابها لابنه إبراهيم منها؟ ولماذا تخلو كتب السيرة النبوية من الحديث عن حياتها أثناء حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكذلك مصيرها بعد وفاته؟.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أما سراريه صلى الله عليه وسلم فأربع - وقيل ثلاث- مارية القبطية، واسمها مارية بنت شمعون، من بلدة حفنة (حفن) قرية بصعيد مصر، أم ولده إبراهيم- عليه السلام-، وريحانة بنت زيد (يزيد) من بني النضير، وقيل من بني قريظة، وجميلة، وجارية وهبتها له صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، أما كتب السيرة والحديث فهي مليئة بأخبار عن زوجات الرسول - صلى الله عليه وسلم- وأولاده وسراريه، ويمكن أن نجد في كتب التراجم أخبار عن مارية في ترجمة إبراهيم بن محمد - صلى الله عليه وسلم-، وفي كتب السنن والصحاح، والآثار، فنجد روايات وأحاديث كثيرة في باب الجنائز، وفي فرض الصلاة على الطفل، وفي رحمته بالصبيان والصلاة عليهم، أما مصيرها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، فإنها قد بقيت بالمدينة وبها توفيت في سنة ١٦هـ، في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-، ودفنت بالبقيع، وكانت تسكن بالعالية التي يقال لها مشربة أم إبراهيم- الآن المشربة في الجنوب الشرقي عن المسجد النبوي، وتبعد عنه بنحو ثلاثة كيلو مترات-، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يختلف إليها، فضرب عليها الحجاب، وكان يطؤها بملك اليمين، وأن مارية لما توفي صلى الله عليه وسلم اعتدت ثلاث حيض، وعاشت بقية حياتها مكرمة معززة في خلافة أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما- وصلى عليها جمع غفير من الصحابة - رضي الله عنهم- ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين وجمع من الصحابة - رضي الله عنهم-. والله أعلم.