[أيهما الأفضل بعد صلاة الفجر التلاوة أم الأذكار؟]
المجيب وليد بن إبراهيم العجاجي
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الرقائق والأذكار/آداب الذكر
التاريخ ٠٩/٠٣/١٤٢٦هـ
السؤال
السلام عليكم. أيهما أفضل بعد الانصراف من صلاة الفجر الشروع في تلاوة القرآن أم البدء بأذكار الصباح؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، وبعد:
فإن هذه المسألة ونحوها الكلام فيها مبني على أصلين:
الأصل الأول: أن جنس تلاوة القرآن أفضل من جنس الأذكار، كما أن جنس الذكر أفضل من جنس الدعاء، كما في الحديث الذي في مسند أحمد (٢٠١٢٦) وصحيح مسلم (٢١٣٧) عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: أربع من أطيب الكلام، وهن من القرآن، لا يضرك بأيهن بدأت، سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر.
وفى سنن الدارمي (٣٣٥٦) والترمذي (٢٩٢٦) عن أبي سعيد: من شغله قراءة القرآن عن مسألتي وذكري أعطيته أفضل ثواب السائلين.
وكما في الحديث الذي في سنن أبي داود (٨٣٢) والنسائي (٩٢٤) في الذي سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-; فقال إني لا أستطيع أن آخذ شيئًا من القرآن، فعلمني شيئا يجزئني من القرآن فقال: قل سبحان الله، والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولهذا كانت القراءة في الصلاة واجبة، فإن الأئمة لا تعدل عنها إلى الذكر إلا عند العجز والبدل دون المبدل منه.
وأيضا فالقراءة تشترط لها الطهارة الكبرى دون الذكر والدعاء، وما لم يشرع إلا على الحال الأكمل فهو أفضل.
الأصل الثاني: وهو أن العمل المفضول قد يقترن به ما يصيره أفضل من ذلك، وهو نوعان:
أحدهما: ما هو مشروع لجميع الناس.
والثاني: ما يختلف باختلاف أحوال الناس.
أما الأول ـ ما هو مشروع لجميع الناس ـ فمثل أن يقترن إما بزمان أو بمكان أو عمل يكون أفضل، مثل ما بعد الفجر والعصر ونحوهما من أوقات النهي عن الصلاة، فإن القراءة والذكر والدعاء أفضل في هذا الزمان، وكذلك الأمكنة التي نهي عن الصلاة فيها كأعطان الإبل والمقبرة، انظر صحيح مسلم (٣٦٠) وسنن أبي داود (٤٩٢) ، فالذكر والدعاء فيها أفضل، وكذلك الذكر في حق الجنب أفضل، وكذلك المحدث، فإن القراءة والذكر في حقه أفضل، فإذا كره الأفضل في حال حصول مفسدة كان المفضول هناك أفضل بل هو المشروع، وكذلك حال الركوع والسجود فإنه قد صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-; أنه قال: "نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم" أخرجه مسلم (٤٧٩) .
وما بعد التشهد يكون الدعاء المشروع بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-; وأمره انظر صحيح مسلم (٥٨٨) ، والدعاء فيه أفضل، بل هو المشروع دون القراءة والذكر، وكذلك الطواف، وبعرفة ومزدلفة وعند رمي الجمار المشروع هناك هو الذكر والدعاء.