للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تقييد الحركة المبطلة للصلاة بثلاث!]

المجيب أ. د. عبد الله بن محمد الطيار

أستاذ جامعي في جامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ١١/٢/١٤٢٧هـ

السؤال

علمت أن كثرة الحركة تبطل الصلاة، وأن ثلاث حركات تبطلها، فإذا احتجت حاجة ماسة للحركة فهل أستطيع عمل أكثر من ثلاث حركات؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فالسنة للمؤمن أن يخشع في صلاته، ويقبل على ربه بقلبه وبدنه، ويطمئن طمأنينة كاملة، ويترك العبث والحركة، وقد أثنى الله على الخاشعين في صلاتهم فقال: "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون" [المؤمنون:١-٢] ، وعلَّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسيء في صلاته كيف يصلي، بعد أن حكم على صلاته بالبطلان ثلاث مرات. صحيح البخاري (٧٥٧) ، صحيح مسلم (٣٩٧) .

والحركة في الصلاة إن كانت ضرورية -كحكة أو طرد ذباب، أو أي أمر لا يتم خشوع المصلي إلا به -فلا بأس بها، وتحديد الحركة المبطلة للصلاة بثلاث لا دليل عليه يعتمد، بل هو قول لبعض أهل العلم، والحركة غير الضرورية تكره في الصلاة مثل العبث بالأنف، واللحية، والملابس. وإبطالها للصلاة مقيد بضابط دقيق عند بعض أهل العلم، وهو أن تكون كثيرة عرفًا ومتوالية، وأما القليلة عرفًا فلا تبطل الصلاة، وكذا الكثيرة غير المتوالية، ودليل ذلك ما ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم فتح الباب لعائشة وهو يصلي، كما في سنن أبي داود (٩٢٢) ، وجامع الترمذي (٦٠١) ، وغيرهما -وما ثبت- أنه حمل أُمامة بنت ابنته زينب وهو يصلي، فكان إذا سجد وضعها، وإذا قام حملها، كما في صحيح البخاري (٥١٦) ، وصحيح مسلم (٥٤٣) . وفقك الله للخشوع في صلاتك، ويسر ذلك لك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>