ورد ذكر الإسراء في القرآن الكريم, أما المعراج فهل ورد ذكره؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلم يذكر لفظ المعراج برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في القرآن الكريم، وإنما ذكر معناه في سورة النجم، حيث قال تعالى:"ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى"[النجم:١٣-١٨] .
وضمير هاء الغائب في قوله:"ولقد رآه نزلة أخرى" عائد إلى جبريل -عليه السلام- على الصحيح، ورؤية محمد -صلى الله عليه وسلم- لجبريل المقصودة هنا ما كان على خلقته التي خلقه الله عليها وله ستمائة جناح، فالمرة الأولى هي التي كانت أول البعثة في قوله تعالى:"ولقد رآه بالأفق المبين"[التكوير:٢٣] ، والمرة الثانية في المعراج وقد أشارت لها سورة النجم والله أعلم.
قال البقاعي رحمه الله:"ولعله حذف ذكر المعراج من القرآن هنا لقصور فهومهم عن إدراك أدلته لو أنكروه، بخلاف الإسراء فإنه أقام دليله عليهم بما شاهدوه من الأمارات التي وصفها لهم وهم قاطعون بأنه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لم يرها قبل ذلك، فلما بان صدقه بما ذكر من الأمارات أخبر بعد ذلك من أراد الله بالمعراج" نظم الدرر- (٥/١٧)
وقال ابن عاشور:"فللنبي صلى الله عليه وسلم كرامتان:
أولاهما: الإسراء، وهو المذكور في أول سورة الإسراء.
والأخرى: المعراج، وهو المذكور في حديث «الصحيحين» مطولاً وأحاديث غيرِه. وقد قيل: إنه هو المشار إليه في سورة النجم." التحرير والتنوير- (٨/١٧٨) .
ويعني ابن عاشور بالمشار إليه في سورة النجم: الآيات المذكورة في رؤية جبريل عند سدرة المنتهى، وقد سبق نصها، وهو الذي يظهر لي. والله أعلم.